أفاد "رايان كروكر" الدبلوماسي الأميركي المحنك السابق في العالم العربي والإسلامي أن "من السهل فرض الحظر على إيران، لكن من الصعب التخلص من تبعاته بعد فرضه. كما أننا كلما سلطنا مزيدا من الضغوط على طهران زاد موقف الجمهورية الإسلامية صلابة". واشنطن (فارس) كروكر الذي كان بوش قد عينه سفيرا في العراق عام 2007 وجعله اوباما بعد أربع سنوات رئيسا للهيئة الأميركية في أفغانستان والذي يلقبه بوش بلورانس أميركا في العالم العربي يقول في الوقت الحاضر: "لقد أخطأ رؤسائي السابقون في تعاملهم مع الملف النووي الإيراني واتبعوا حياله سياسات متخبّطة". وفي لقاء أجرته مع كروكر (الذي يعد واحدا من 35 من الدبلوماسيين الأميركيين النخبة) مجلة "لوس أنجلس تايمز" أشار إلى أن الحظر القاسي لن يوقف عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران، وأن على اوباما تقوية الدبلوماسية مع إيران وتقديم المزيد من التنازلات لها. هذا في الوقت الذي لا يوصي فيه "رايان كروكر" ورفاقه في مجموعة "مشروع إيران" (التي تضم إلى جانبه "ريتشارد لوغار" العضو السابق في مجلس الشيوخ و"مايكل هايدن" الرئيس السابق ?لCIA وآخرين) لا يوصون بتخفيف الحظر على إيران بسرعة لما للحظر من تأثير (بحسب اعتقادهم) على سرعة تقدم برنامج إيران النووي فإنهم يعتقدون بعدم جدوى التعاطي مع إيران بصلابة. وعلى الرغم من وجود معارضة شديدة لأفكار هذه المجموعة هناك بعض المسؤولين في إدارة اوباما ممن يعتقد بفكرة تقديم التشجيعات لطهران، كما أن "مايكل سينغ" المستشار السابق للبيت الأبيض على عهد بوش يوافق هذا الرأي قائلا: "هناك من المسؤولين الأميركان من يدعم تقديم التنازلات لحكومة إيران". وفي مقابل معارضي "مشروع إيران" الذين يتصورون بأن أفكار هذه المجموعة من شأنها أن تعزز مواقف ما يسمونهم بالمتشددين في إيران[!] يقول كروكر ورفاقه: "عدم تقديم التنازلات لإيران سيفاقم خطورة المواجهة العسكرية" ويضيف كروكر: "سياسة التعنت مع إيران لا تجدي نفعا". وحسب تصور كروكر فإنه إذا واجهت إيران تجربة كالتي واجهها العراق فإنها لن ترضا بأقل من حرب ضروس كالتي حدثت سنة 1980. يُذكر أن مجموعة "مشروع إيران" في تقريرها للشهر الماضي قد أكدت على أن الحظر قد زاد من صلابة الموقف الإيراني وفاقم من عزم الجمهورية الإسلامية على المضي في برنامجها النووي.