أجبرت الظروف السيدة الفرنسية الأولى، فاليري تريرويلر، أن تتعلم لتصبح سيدة اولى تقليدية. فقد تعرضت للطرد من الموقع الرئاسي الفرنسي عندما رفضت ان تتخذ دوراً ثانوياً بجانب شريكها، فرانسوا هولاند، عندما تولى رئاسة الجمهورية للمرة الاولى، ومنذ ذلك الوقت تشوهت صورتها لدى الشعب الفرنسي. والآن تفكر فاليري في العودة مجدداً لكسب قلوب الشعب الفرنسي، بعد ان خضعت «لمكياج» علاقات عامة يهدف الى تحويلها إلى سيدة اولى تقليدية، ممتلئة بالابتسامات، تنشط في الاعمال الخيرية، وتلتصق بجانب شريكها. وتحدثت السيدة تريرويلر الجديدة الى الاذاعة الفرنسية، اول من امس، بأنها سعيدة للإجابة عن ال170 رسالة التي تلقتها الشهر الماضي، وانها بصدد تنظيم حفل غداء للناشطين في مكافحة الفقر، والمساعدة على زيادة الوعي بمرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز). ويبدو أن لهجتها حيال دور السيدة الاولى تغيرت كلياً عما كانت عليه الحال عندما سخرت في اول بيان لها من أن «السيدة الاولى لا تهتم سوى بتقبيل الاطفال المرضى، والاهتمام بقوائم طعام الغداء، وهذا لا يروق لي». وكانت تريرويلر تعتقد بأن سلوكها العدواني، ورفضها التخلي عن مهنة الصحافة سيقربها وشريكها اكثر من قلب الجمهور، إلا انها اصبحت السيدة الاولى الأقل شعبية في التاريخ الحديث للسيدات الاول الفرنسيات. واضطرت إلى دخول قلوب وعقول الشعب الفرنسي للانخراط في سباق لتقبيل الأطفال، حيث كالت الشهر الماضي القبلات لطفل إفريقي يبدو عليه الإعياء، ولثلاثة أطفال آخرين هذا الأسبوع مصابين بمتلازمة «داون»، ورافقت في اليوم التالي شريكها هولاند لتجمع نظمه العمد الفرنسيون، حيث استمعت باهتمام لحديثه، وافتتحت احدى النوافير قائلة «انه من دواعي سروري ان اكون شخصاً مفيداً». عندما دخلت تريرويلر في مشادة مع شريكة هولاند السابقة، سينغولين رويال، تم انتزاع صفحتها عن الموقع الرئاسي الفرنسي، إلا ان راديو اوروبا الاول ذكر أن تريرويلر البالغة من العمر 47 عاماً، ستعاد اليها صفحتها من جديد خلال اعياد الكريسماس، بعد ان اقرت بأن فرنسا ليست مستعدة في الوقت الراهن لوجود «نسوة ميليشيات» في قصر الإليزيه. وستعكس هذه الصفحة جميع اعمال الخير التي تقوم بها لكي تشكل رصيداً لزوجها الرئيس الاشتراكي خلال مجاهدته الأزمة الاقتصادية. وأقرت تريرويلر بأن مهنتها لم تعد تشكل لها اولوية في الوقت الراهن، وأخبرت الإذاعة المحلية بأنها تشعر بالارتياح لدورها الجديد، ويقول راديو اوروبا الاول إنه «على الرغم من عدم اعترافها بهذا التغيير على رؤوس الاشهاد، إلا ان سلوك السيدة تريرويلر قد تغير، وان هذه السيدة غير المحبوبة قد بدأت عملية تجميلية لتكسب الرأي العام». ولايزال هناك تقليد ترفض ان تنحني له السيدة الاولى، وهو عدم رغبتها في الوقت الراهن بالاقتران رسمياً بشريكها.