قالت الكاتبة والباحثة الكويتية إيمان شمس الدين أن تطبيق نموذج الانتخابات الإيرانية في الدول الإسلامية سيحفظها من الإختراق والتميع. الكويت (فارس) وأكدت شمس في مقابلة مع مراسل وكالة أنباء فارس أن المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الإيرانية عكست وعي وحضارة هذا الشعب. وأوضحت "ولو قرأنا حدث الانتخابات الإيرانية وفق الظروف الراهنة سواء في داخل إيران أو خارجها لأمكننا الخروج بنتيجة مهمة وهي نجاح الشعب الإيراني وقيادته في تقديم نموذج ديموقراطي إسلامي في ظل تهاوي كثير من النماذج حاليا في المنطقة وظل مخاضات شعبية تمر بها المنطقة". وأشارت الكاتبة والصحفية الكويتية إلى أن المنطقة العربية والإسلامية "هي أحوج ما يكون لتلمس نماذج تتناسب وثقافتها وهويتها وعقيدتها في ظل حرب عالمية وعولمية تسعى لتفكيك بنية الهوية الإسلامية ومن ثم تدميرها والعمل على بناء هوية أكثر انصياعا وانقيادا للقوى الاستعمارية". وفيما يلي نص الحوار هل الحضور الملحمي للشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية (أكثر من 72 بالمائة) نموذج للديمقراطية الإسلامية والسيادة الشعبية الدينية؟ بداية الأفضل أن نوضح بعض التعريفات كي لا يلتبس على القارئ الكريم ذلك ، فالديموقراطية تعني حكم الشعب وهي ذات أصل يوناني كفكرة ونظرية وتبناها الغرب كنظرية حكم ، ولكن هل يمنع ذلك أن نستفيد من هذه التجربة البشرية ونعيد بناءها وفق أولا : المبادئ الإسلامية الشرعية ، وثانيا وفق هويتنا الخاصة وبيئتنا ومتطلباتها. طبعا لا مانع أبدا من الاستفادة من هذه التجربة وهو ما قامت به الجمهورية الإسلامية حيث جعلت من الشعب مصدرا للسلطات ولكن بمعايير شرعية كان متكأها الولي الفقيه ومنظومة متكاملة بنيتها كانت وفق معايير تضمن وصول الأكفأ والأقدر والأجدر . . ولو قرأنا حدث الانتخابات الإيرانية وفق الظروف الراهنة سواء في داخل إيران أو خارجها لأمكننا الخروج بنتيجة مهمة وهي نجاح الشعب الإيراني وقيادته في تقديم نموذج ديموقراطي إسلامي في ظل تهاوي كثير من النماذج حاليا في المنطقة وظل مخاضات شعبية تمر بها المنطقة هي أحوج ما يكون لتلمس نماذج تتناسب وثقافتها وهويتها وعقيدتها في ظل حرب عالمية وعولمية تسعى لتفكيك بنية الهوية الإسلامية ومن ثم تدميرها والعمل على بناء هوية أكثر انصياعا وانقيادا للقوى الاستعمارية . ونجحت الانتخابات الإيرانية الأخيرة بتقديم هذا النموذج في ملحمة تاريخية سطرها الشعب الإيراني بنفسه من خلال الاستجابة لنداء القيادة في ذلك. - هل هذا النمط والنموذج (السيادة الشعبية الدينية) في إيران يمكن تطبيقه في الدول الإسلامية الأخرى؟ هذا النموذج الديموقراطي الإسلامي هو عبارة عن عقد بين الدولة الشرعية والشعب عقد طرفاه الشرعية والمقبولية كأساس منهجي في بنية الدولة الإسلامية ، إمكانية تطبيقه بكلياته الفكرية والمنهجية ممكنة لا بجزئياته لاختلاف المنابع الفكرية والفقهية في المنطقة ، نعم يمكن الاستفادة من هيكليته العامة وبنيته الإسلامية ومعاييره التي تدعم وصول الكفاءات والأكثر جدارة لمواقع مؤسسات الدولة المتقدمة والحيوية والمسؤولة عن خدمة الشعب وتطوير الدولة ... والتي هي أصلا معايير تعتمد على مرجعية الإسلام كشريعة سماوية تتفق معها كل الشرائع في المبادئ والقيم والغايات والمقاصد ، وهو ما يتناسب مع هوية المنطقة وحاضنتها الثقافية ويحفظ كينونتها من الاختراق والتمييع ، ويمكن تطوير هذا النموذج أو تكييفه وفق كل دولة وظروفها ومقومات الحكم لديها. - هل هذه المشاركة الشعبية يمكن ان تكون نموذجا يقتدى به في الدول الإسلامية الأخرى؟ المشاركة الشعبية في ايران تعكس وعي وحضارة عميقة في هذا الوعي ، وثقافة وتاريخ كلها كانت حاضنة له ، هذا الإقبال الشعبي الكبير قد يدفع كثير من الشعوب لطرح تساؤل مهم عن الأسباب التي دفعت الشعب الإيراني للانتخاب بهذا الزخم الكبير رغم كل محاولات التشويه التي يقودها الإعلام العربي والغربي ضد الجمهورية ونظامها ، ورغم كل هذا الحصار الاقتصادي الشديد الذي يدعو للثورة عادة في دول أخرى إلا انه في إيران أدى إلى مزيد من التفاف الشعب حول نظامه وقيادته ،وهذا دافع قوي لمعرفة هذه الأسباب وبالتالي اكتشاف الواقع كما هو لا كما يصوره الغرب والأعلام العربي ، إضافة لسؤال آخر حول الأسباب الحقيقية لالتفاف الشعب حول النظام والقيادة واندفاعه بهذا الزخم لتجديد العهد وإكمال المسيرة مجددا .وهو ما سيحول هذه المشاركة في ظل الظروف التي تمر بها شعوب المنطقة إلى نموذج واقعي يفرض نفسه بقوة المنطق مع الأيام على عقلية شعوب المنطقة التي تخوض مخاضات التغيير وتتطلع لمزيد من الحريات والمشاركة في السلطة. / 2811/