فيما اخذ الشرق الأوسط ينفلت من يد أمريكا.. توطيد العلاقات الإيرانية الروسية من أهم نتائج استراتيجية الحرب على سوريا اكد موقع أمريكي ان الأحداث المتواصلة في سوريا تنصب في مصلحة إيران التي تواصل برنامجها النووي في ظل هذه الأزمة فيما احرجت الإنجازات الإيرانية حلفاء واشنطن الذين يدعمون المسلحين في سوريا التي تشهد انتصارات لحكومة الأسد في خضم هذه اللعبة. إشراف (فارس) وفي تقرير نقله موقع "أمريكان إنتربرايز" بقلم توماس دونلي حول اللعبة السياسية على الساحة السورية وما تمخضت عنه من نتائج عصفت بالمنطقة بأسرها، جاء في جانب منه: لقد تمكنت القوات السورية بالتنسيق مع حزب الله من استعادة مدينة القصير الاستراتيجية بعد أن حاصرتها مدة ثلاثة أسابيع، وكما يقول الجنرال يحيى سليمان فإن من يتمكن من السيطرة على مدينة القصير فهو يسيطر على مركز البلاد ومن يسيطر على مركز البلاد فهو يسيطر على سوريا بأسرها. وبالطبع فإن تحرير هذه المدينة كان خبراً ساراً للرئيس السوري بشار الأسد الذي واجه ظروف عصيبة إبان الفترة الماضية وكذا هو الحال بالنسبة إلى إيران وحزب الله لدرجة أن طهران باركت للأسد تحرير هذه المدينة. وبالطبع فإن الارتباط السوري بإيران أصبح وثيقاً أكثر مما مضى وكما يعلم الجميع فإن الجيش السوري لم يكن قادراً على استعادة القصير دون مساعدة إيران وحزب الله وهذا إنما ينم عن وجود شبح يخيم على سياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط التي ستنهار بالكامل تقريباً. إذن دفة القيادة في سوريا اليوم بيد إيران ومجريات الأحداث التي تشهدها الساحة السورية تنصب في مصلحة الأخيرة حيث استغلت هذه الأزمة لمواصلة برامجها النووية مما أحرج حلفاء واشنطن الذين يدعمون المسلحين هناك فضلاً عن أن هذه الأزمة قد كانت سبباً لتوثيق العلاقات بين موسكووطهران، ويمكن اعتبار النتيجة الأخيرة أهم ثمرة استراتيجية للصراع على الساحة السورية. نعم، هناك شبح يخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط ويؤرق الإدارة الأمريكية التي بدأت تفقد سيطرتها في هذه المنطقة بالكامل تقريباً، حيث أصبحت الحرب السورية اليوم حرباً إقليمية بزعامة إيران والسعودية التي يتشبث بذيولها بعض بلدان الخليج الفارسي وبعض الحركات المشبوهة كتنظيم القاعدة الإرهابي، لكن هؤلاء واجهو هزيمة نكراء في مدينة القصير، والحقيقة لو أننا اعتبرنا هذه المدينة نموذجاً لحرب استراتيجية سنلاحظ أن هذه الحرب سوف تستمر وسيتسع نطاقها، وما يؤيد ذلك أنها تغلغلت في لبنان وغرب العراق وشمال الأردن. وبالتأكيد لو أن الولاياتالمتحدة التي تحمل لواء الحرية والديمقراطية كما تزعم، أذنت للحروب والنزاعات المسلحة أن تحرق منطقة الشرق الأوسط فإنها تكون قد شاركت في لعبة خطيرة تجعل المنطقة وأحداثها تنفلت من يدها ولا تشهد استقراراً مطلقا. /2819/