د. زيد علي الفضيل بات المفكر ابراهيم البليهي حاضراً في وجداني الذهني بشكل مستمر خلال هذه الفترة التعيسة من حياة الأمة العربية ، وصرت دون إرادة لا أنفك أردد دعوته لتأسيس القواعد المنهجية لعلم الجهل، بل أصبحت مؤمناً بالحاجة الماسة لذلك في ظل ما تعيشه الأمة من سُعار طائفي مقيت. ترتكز فكرة أستاذنا البليهي على حاجتنا كأمة لتأسيس علم للجهل لتحليل ودراسة بنية التخلف في محيطنا، لاسيما وأننا كأمة والكلام له نعيش حالة جهل مركبة تقوم على: جهل الإنسان بجهله، ثم اغتباطه بهذا الجهل، لاعتقاده بأن ما يؤمن به هو الحق والصواب المطلق والتام. وواقع الحال فقد تعارف أهل العلم على أن الجهل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أولها الجهل البسيط وهو فهم مسألة ما بدون إحاطة كاملة، والجهل الكامل وهو انعدام العلم بالمسألة، والجهل المركب وهو فهم الأمر خلاف ما هو عليه. وهذا لعمري ما نحن مبتلون به اليوم في العالم العربي من غالب الدعاة، الذين تسنموا ذرى المنابر، وصاروا يُحرضون الناس ويُوجهونهم وفقا لأهوائهم دون معرفة بالحقائق والأصول الشرعية المعتبرة عند أهل العلم، وبالتالي سوق الناس بجهل صوب مهالك شيطانية، فيقع ما يقع من قتل وسحل وتمثيل. والأعجب أن كل ذلك العدوان المخالف لشريعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يقترن برفع التكبير والتهليل، فبالله عليكم، أهناك جهل أكثر من ذلك! وهل هناك تلبيس وتشويه لسماحة ديننا ومكامن الرحمة فيه أكثر من ذلك! ألم ينه الله عن قتل النفس التي حرم الله بغير حق! ألم ينه الله عن المُثلة وهي باتفاق العلماء العقوبة الشنيعة بإيقاع القتل على غير الوجه المعروف بالنحر مثلا، وتشويه الإنسان قبل قتله أو بعد مماته بذبح عنقه أو جدع أنفه أو قطع يده ورجله وسمل عينه والضرب المبرح المؤدي إلى كسر عظم أو سيلان دم أو إحراق بالنار ونحو ذلك. المحزن والمخيف أن أغلب كل ذلك قد صار مشاهداً اليوم في العديد من بؤر التوتر والصراع الطائفي في عديد من بلدان الربيع العربي للأسف الشديد، دون إنكار جمعي، ودون إجراء حازم لوقف تلك التعديات. والسؤال: هل تقع المسؤولية على الفاعل وحسب؟ أم أنها متعدية لأولئك الذين ارتقوا المنابر وعملوا على تأجيج الناس وتشويه نفوسهم بحكايات ما أنزل الله بها من سلطان، وأحكام تتوافق مع أهوائهم وليس مع مبادئ ومقاصد نبينا الرؤوف الرحيم . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (51) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain