أكد عميد كلية تصاميم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور يوسف نيازي في حديثه ل «الأربعاء» على وجود الكثير من المسببات التي ساهمت في تأخر تطوير المنطقة التاريخية، فمنها ما هو متعلق بالملاك الذين انتقلوا منها منذ فترة طويلة، إلى جانب مشكلة امتلاك المنزل التاريخي لعدد من الورثة الذين قد لا يتفقون على سياسة ترميمه أو إصلاحه، بالإضافة إلى التأخير في منح رخص الترميم للمنازل للراغبين في ترميمها من قبل البلديات، وأخيرًا عدم وجود رؤية مستقبلية واضحة للقادم، وغياب التقدير والمخطط الاقتصادي، وحتى تنجح عملية المحاولة لجذب السكان للمنطقة وإحيائها من جديد لابد من أن تتضافر الجهود من قبل رواد ورجال الأعمال ومسؤولي البلديات والغرف التجارية لوضع اقتراحاتهم الفعالة لتيسير وتذليل العقبات ليقع التطوير على أرض الواقع بشكل أفضل. وذلك خلال مشاركته مساء أمس الأول في أمسية بيت نصيف التاريخي بجدة، وهي الأمسيات الرمضانية التي تنظمها جمعية الحفاظ على التراث العمراني بجدة برعاية أمانة محافظة جدة وأصدقاء التراث والهيئة العليا للسياحة والآثار، حيث تحدث الدكتور نيازي عن «استحداث رؤية معاصرة في التراث العمراني بجدة» متناولا محوري التعريف بالتراث ومعناه وعناصره، ومحور جدة التاريخية وكيفية إعادة التأهيل وإحياء المنطقة. من جانب آخر، وفي أمسية ثانية، أكد عمدة حارة اليمن والبحر بجدة العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد أن العمدة ما زال يتمتع بهيبته وسلطته في وقتنا الحالي، رافضًا مقولة ضعف أدوار العُمد عن السابق، حيث قال: العمدة النشط هو من يبحث ويسأل ويعمل على إنجاز الكثير من الأعمال المتعلقة بالمواطنين، بينما العمدة القابع على برج عال لن يتمكن من ذلك مطلقًا، مشيدا بذات الوقت بجهود المسؤولين واهتمامهم بكل متطلبات العمد، وسلط في محاضرته المعنونة ب «العُمد ما بين الواقع والمأمول» على عدة محاور معظمها عن أهمية التعريف بالعمدة ومهامه وآلية اختياره في السابق والوقت الحالي، إلى جانب حديثه عن كيفية تفعيل دور العُمد ليكون صاحب القرار والمشاركة في منطقته بموجب المهام المؤكلة إليه من المسؤول. وفي ختام حديثه أبدى العمدة عبدالصمد تأييده لإشراك المرأة في الشأن الاجتماعي والاقتصادي والتنموي، وذلك لكونها داعما كبيرا في مسيرة التقدم التنموي، إلى جانب ما تحمله من فكر يؤهلها لأن تقدم كل ما فيه صلاح مجتمعها ووطنها، مؤكدًا على ذلك بقوله: من المهم إشراك المرأة في الحي للتعاون مع العمدة من خلال إنشاء مجلس الحي النسائي وهو أشبه بجمعية مصغرة يتم فيها تدارس الأمور الخاصة بالحي ومعالجة المشاكل القائمة وتحديدًا الأسرية والنسائية. يذكر ان المحاضرة هي الأمسية الثانية لنشاط جمعية الحفاظ على التراث العمراني في رمضان وبرعاية من أمانة محافظة جدة وأصدقاء التراث والهيئة العليا للسياحة والآثار. المزيد من الصور :