تمضي السنون والقرون ويظل العقال صامدًا ورمزًا للأصالة والانتماء في الجزيرة العربية. وعلي الرغم من أن بعض الشباب يستبدلونه أحيانا بالكاب إلا أنهم لم يستطيعوا التخلي عنه لتجذره في ثقافة وتراث المنطقة. وكغيره من الموروثات هبت علي العقال رياح التطوير من حيث الخامات المستخدمة في تصنيعه فبدلا من صوف الماعز تستخدم حاليًا الخيوط المنسوجة من القطن والحرير. ويعتبر العقال الأسود أكثرها اقتناءً وشيوعًا والقياس المتعارف عليه اليوم بالأرقام 45، 48، 50، 52 فيما تختلف الجودة والليونة والصلابة ويتبع ذلك ارتفاع السعر وأجود الأنواع هو نوع (مرعز)، كما يكثر لبس (المقصّب) في السعودية، وكذلك عقال (الديري) الذي يلبسه بعض أهالي سوريا والأردن، ويأتي وضع العقال بطرق مختلفة للتعبير عن المزاج، وفي بعض المناسبات الحزينة قد تجد شخصًا بلا عقال وهذا يعني أن لديه حالة وفاة، حيث ينزع البعض عقاله تعبيرًا عن حزنه علي رحيل عزيز لديه، كما يضع البعض عقلهم إلى الخلف تعبيرًا عن المواساة والمشاركة في المشاعر. ويشير عبدالرحمن عرفة - سوري الجنسية- ويعمل في مشغل لصناعة العقال بمدينة جدة إلي أن سوريا تعتبر الدولة الأولي في في إنتاج وتصدير لخيوط والأقطان المستخدمة في صناعة العقل، وفي حالة استمرار الأزمة فسيكون هناك شحًا في تلك الخامات. المزيد من الصور :