وجدته في صباح العيد واقفا في إحدى الإشارات المزدحمة ينظم حركة المركبات.. شعرت بإرتجافة حال رؤيته لارتكابي «مخالفتي» السير سريعا وبلا حزام الأمان. حاولت الاختباء خجلا خلف إحدى السيارات الكبيرة، وشعرت بالحرج الشديد، خاصة وأن زوجتي وأولادي بجواري، ولكن رجل المرور رصدني ب»عيون الصقر» من بين عشرات المركبات التي تسير خلفي وأمامي. استوقفني فالتزمت بإشارته، وانتظرت العتاب وقسيمة المخالفة، ولكنى وجدت ما أدهشني، حيث بدا الجندي حديثه معي بلغة راقية جميلة.. بادلني التحية، وهنأني بالعيد، وابتعد بعينه عن النظر للمركبة احتراما للمرأة الجالسة داخلها. سألني عن الحزام، فاعتذرت. وعن السرعة، فأكتفيت بإيماءة الخجل.. أدب الجندي، وسلوكه الحضاري، ومعايدته لي رغم الخطأ والمخالفة، ومداعبته المهذبة لصغاري، جعلتنى أتقبل القسيمة برضا، وأحملها منه معجلا بالشكر والثناء.