الجمعة 16 أغسطس 2013 10:38 صباحاً يطلق مصطلح اللاعب رقم (12)، في عالم كرة القدم، على الجمهور المؤازر للفريق الذي يتكون عادة من (11) لاعبا، ويقابل اللاعب رقم (12) في عالم السياسة (السواد الأعظم) أو الأغلبية الصامتة، وكما يحدث في الحياة السياسية حين يثور السواد الأعظم على النخب حين تعجز عن تحقيق تطلعات الناس فأن الفريق ذو ال (11) لاعبا يمكن أن تنصب عليه الشتائم والأحذية حين يعجز عن تحقيق النتيجة التي يطمح لها الجمهور (اللاعب رقم 12). في كتاب (العالم مسطح) للكاتب الصحفي الأمريكي الشهير (توماس فريدمان)، وهو كتاب يتحدث عن تاريخ موجز للقرن ال (21)، كما وصفه المؤلف، يتحدث عن التحولات التي شهدها العالم منذ سقوط سور برلين وما يمكن أن يحدث خلال سنوات هذا القرن والعوامل الصانعة لهذه التحولات، وهي في الغالب عوامل تحكمها المصالح وتؤثر فيها وسائل العصر (وسائل المعلوماتية) إلى حد بعيد. يتحدث المؤلف عن صور ثلاث للعولمة مر بها العالم، وهي كما صنفها، العولمة (0,01) وتقوم على مصالح الدول، أي موقع بلدي بين بلدان العالم، ثم العولمة (0،02) وتقوم على مصالح الشركات،أي موقع شركتي في العالم، وهي الفترة التي شهدت قيام الشركات متعددة الجنسية، أما العولمة (0،03) فتقوم على الفرد، أي أين أكون أنا، كفرد، في هذا العالم. أسهمت وسائل العصر في تأثير الفرد، عوضا عن النخب، في مجرى الأحداث في غير بقعة من بقاع الأرض، وصار بوسع آلاف الناس إجراء لقاءات ورسم خطط دون الحاجة إلى الانتقال من البيت، وقد تفاجأ كثيرون حين اعتلى منصة الخطابة الشاب محمود بدر منسق حركة تمرد في مصر ليدعو ال (22) مليون مصري، الموقعين على استمارات سحب الثقة من الرئيس مرسي، إلى النزول إلى الشارع يوم 30يونيو2013م، فحتى ذاك اليوم لازال كثر يعتقدون أن حملة تمرد ليست أكثر من (لعب عيال)، وفوجئت كثير من النخب بالأعداد الهائلة التي نزلت في شوارع مصر تطالب الجيش المصري بالوقوف مع إرادة الشعب. وكما فوجئت بعض النخب المصرية فقد لاحظنا التخبط الدولي (شرقي وغربي) في التعاطي مع الظاهرة المصرية التي تثبت بجلاء أن اللاعب رقم (12) قد نزل إلى الملعب وان العولمة (0،03) قد أصبحت واقعا نلمسه ونراه. ويسري الحال على ما يحدث في الجنوب منذ 7/7/2007م، فالنخب الجنوبية التي تتسابق اليوم على ركوب موجة الحراك كان كثير منهم غائبا تماما عن المشهد حين كانت آلة القتل تفعل فعلها بأبنائنا، ويجري اليوم (تربيط) المصالح معها. أن المصالح الكبرى بحاجة إلى مراجعة الحسابات وإدراك أن الأمر لم يعد في أيدي النخب فقد أصبحنا في زمن اللاعب (رقم 12) والعولمة (0،03) وعلينا التعامل معها بكل حسناتها ومساوئها.