نادراً ما يتردد على مسامع الأطفال حينما يتعاركون مع بعضهم البعض بأن العنف ليست الطريقة الصحيحة لحل النزاعات وهذا صحيح و لكنهم لم يعلموهم أن هناك طريقة أخرى يستطيعون من خلالها حل الخلافات ربما لأنهم لم يعرفوها يوما أو لأنهم لا يتقنونها ، و لأن الكثير من الخلافات التي تحدث في يومياتنا الإجتماعية طريقة علاجنا لها يكاد يكون في أغلب الأوقات بالصراخ الذي يزيد من سوء الخلاف، و بما أن تلك اللغة التي لطالما كثر الحديث عنها و اعطيت من اجلها الدورات و دعا إلى استخدامها العلماء و المفكرون و كل من هو ذو رأي سديد و هي لغة الحوار التي هي الطريقة الصحيحة او بالإمكان تسميتها «اللغة المفقودة». فقد رأى الكثير من الاخصائيين أن لغة الحوار قد يمكن إدراجها في أعلى قائمة الحلول المبدئية لأي مشكلة .الحوار هي ليست رياضة استعراض لمدى القدرة الكلامية ، إنما هي طريقة لتوظيف تلك القدرة إن وجدت في قالبها الصحيح الذي يخدم الهدف ألا وهو التوصل إلى ما يرضي الأطراف المختلفة من حلول مقنعة و جذرية و نافعة تنهي اساس الخلاف.و دائما ما كان للحوار الجانب المشرق ألا وهو التعرف على الأخر و ليس المقصود هنا بالتعارف التقليدي إنما هو التواصل مع ما يطرحه من أفكار و آراء حول أي موضوع و التعاطي معه بتبادل طرح الأسئلة بالصورة التي تخدم الحوار و يسهل معرفة الآخر على مستوى أعمق بما يحمل الشخص المقابل في داخله و في عقله. و يعتبر الحوار مهارة من اهم المهارات التي يفضل أن يحسن استخدامها الشخص إن لم يكن يتقنها في يومنا الحاضر حيث تطبق في هذه المهارة مقولة « حاور الناس على قدر عقولهم» حيث تكمن المهمة لبدء حوار في معرفة كيف يفكر الأخر و من أي فئة هو و ما هي الطريقة المناسبة لحواره ، و بناء على إختلاف الأشخاص سيختلف تبعاً لذلك اسلوب الحوار الذي سوف تتبعه لتحقق مرادك و حتى يصبح حوارك هادفا و مثمرا عليك باتباع الطريقة المناسبة . الحوار الهادف هو الحل الأمثل لكل الخلافات في جميع جوانب الحياة سواء كان خلافا بين الأزواج و بين الآباء و الأبناء وبين الأصدقاء و غيرها من الخلافات التي قد تشوب علاقاتنا مع الآخرين إذا ما استخدم بالطريقة الصحيحة لوصفة الحوار الهادف. ولافي معتوق العصيمي-مكة المكرمة