33 عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ يحق لنا اليوم ونحن على اعتاب وصول عيدنا الأضحى بان نتأسف من أعماقنا على ما وصلت إليه ضروف المسلمين من واقع هزلي ضعيف ومرحلة بائسة من زمن التخلف والصراع ، تتوالى علينا الأعياد عيد بعد عيد وتتابع الاعوام عام بعد عام والحال نفس الحال ، لا جديد ، لا تحديث ، لا تغيير ، لاشيء يوحي بان الخير قادم ولا نافذة تفتح لكي نعيش الحياة الإنسانية بتفايصلها الممتعة وأفقها الواسع . لا أقول ذلك متشائماً أو قانطاً ، ولكن هي حقيقة يجب أن تقال ، فالحال اليوم بجميع مشاهده لا يسر عدو قبل صديق ، لا تزال الاوضاع العامة للمسلمين تثير الإشمئزاز وتبعث على الأسى والحزن ولا داعي للخوض في تلك التفاصيل المحزنه . فالعيد الذي يجب ان تتجسد فيه روح الإسلام الحقيقي صار اليوم صورة من الصور القاتمه التي تظهر مدى العبثية للمسلمين الذين يعبثون بشعوبهم ويستغلون الإسلام للترمم على مكتسبات وثروات بعضهم بعضاً تحت مظلة الإسلام البريئة منهم . يأتي عيد الأضحى في وقت لا يخفى فيه على احد ما يمر به الجنوب اليوم وشعبه من غبن وأسى وألم وخطورة بالغة التعقيد ، لا يمكن لي أن أصور هنا واقعنا وحالنا الجنوبي في ظلال عيدنا الأضحى إلا عيداً معتماً معدماً غير مستقر وليست له من نكهة العيد شيئاً . الفقر المدقع يهتك كل منزل ، والفاقة تسكن كل أسرة ، والبحث عن لقمة العيش الكريمة هدف يبحث عنه الجنوبيين ، هذه الأشياء البسيطة لا شيء يوحي منها أن الحياة في الجنوب بخير ، بينما هناك من تتورم كروشهم وتسرف أيديهم هنا وهناك من أموال هذ الشعب الجنوبي المنهك وتنهب حقوقه وأرضه وما رزقه الله في باطن أرضه لصالح جحافل الشر واللصوصية . فبأي حال يعود العيد ، وكيف لي أن أصفه ..! فبئساً لك أيها العيد ..! وبئساً للضروف التي تتكرر علينا فيها. نعلم جيداً ان لك رسائل رائعة ..لكنني لن أكتبها هنا خوفاً من أن لا نفيها حقها ، لك قيماً لن اسطرها .. تهرباً من أن لا نقرأها بشكل جيد .. لك حباً وتسامحاً ووئاماً ..لن نطبقها ..لك خيراً وقدراً ومكانةً .. لن اقولها لأنه بإختصار لا أحد يعيرها أي إهتام . انت ضيف عزيز علينا في الجنوب ..لنا الحق الكامل ان نرحب بك ، لكن لتعذرنا على تقصيرنا ، فإن لنا من حالنا أسوى ما نعيش فيه ، لنا منه غصة وقصة ، فأما الغصة فهي تحرق أفئدتنا الطاهرة وتغلي دمائنا وتشوي اكبادنا ، واما القصة فهي قصة مأساويه في سياق تأريخ ترويه حكاية ما تسمى " الوحدة اليمنية" . فكل عام أيها العيد وانت بألف خير وعافية . وكل عام وشعبنا الجنوبي والشعوب العربية والاسلامية والعالمية بألف ألف خير .. وتمنياتنا للجميع بالصحة والعافية والبركات .