د. سلطان عبد العزيز العنقري بشار وزبانيته تخطّوا جميع القوانين والأعراف الدولية، وقبلها الإنسانية والدينية والحقوقية، والمنطق والعقل والحكمة، في تعامله مع شعب يلفظه ولا يريده. ما حصل من محرقة في الغوطة لا يمكن أن يصدق أن تحصل من رئيس ونظام في هذه الألفية. حسني مبارك تخلّى عن الحكم، وقبله زين العابدين بن علي، ثم الرئيس اليمني علي صالح؛ لأنهم أدركوا أنه حتى لو استمروا فإن حمامات الدم سوف تسيل في الشوارع حتى الركب، ولن يستطيعوا الاستمرار في مناصبهم حتى لو أجبروا شعوبهم وحكموهم بالقوة، لأن منبع قوة أي رئيس هو من الشعب. هذا الشيء الذي إلى الآن لم يستوعبه بشار وزبانيته، الذي يفترض ليس فحسب أن يحافظ على شعبه ووطنه بل ويحميه. بشار الأسد ما كان ليتمادى في غيه وطغيانه لولا الدعم السياسي والمادي والإمدادي (اللوجستي) والأسلحة والشبيحة من روسيا والصين وإيرانوالعراق وحزب الله، الذين كشّروا عن أنيابهم المذهبية البغيضة، وعاثوا في الأرض فسادًا. وزير خارجية روسيا، الذي يبدو أنه لا ينتبه لتصريحاته الساذجة والمضحكة، "يدعو إلى تحقيق منصف واحترافي بالهجمات الكيميائية في سوريا"، ولا ندري ماذا يريد أن يقول بهذه المصطلحات الجديدة. ولنبدأ ب"المنصف"، وكأن الشعب السوري هو المعتدي، وبشار وزبانيته هم المظلومون المعتدى عليهم! وبالتالي حسب قوله: فإن الإنصاف يجب أن يكون للظالم وليس للمظلوم، وتناسى أن إنصاف الظالم أو نصرته تتمثل بردعه عن ظلمه لشعبه، وليس خلق التبريرات والأعذار ليستمر في ظلمه لشعبه وطغيانه. أمّا مصطلحه الآخر والجديد أيضًا في قاموس السياسة قوله ب"الاحترافي"، أي يريد أن يقول لنا إن التحقيق يجب أن يكون احترافيًّا، بحيث تغيَب فيه الحقائق، وتُمحى معالم الكيماوي من أجساد الأطفال والشيوخ والنساء الذين تم نفيهم من الأرض بهذه الأسلحة الفتاكة القاتلة للبشر، والملوثة للبيئة، والمدمرة للحجر والشجر، وكل من يمشي على وجه هذه البسيطة من كائنات حية. الغريب والمستغرب أيضًا أن إيرانوسوريا تبحثان عن كراسٍ في حقوق الإنسان! ويبدو أنهما سوف يعملان كمستشارين لهذه المنظمة في الطريقة المثلى لانتهاك حقوق الإنسان، الذي يأتي في مقدمته حق الإنسان في العيش بكرامة، مصانة حقوقه. حسن نصر الله زعيم الشبيحة يريد الذهاب لسوريا للقتال مع شبيحته ضد شعب أعزل، ولا ندري هل سيكون في الصفوف الأمامية مع سترته الواقية من الرصاص، أم في الصفوف الخلفية لجمع السذج والمضحوك عليهم؟! لكي يستمر ما يحصل عليه من جباية لتلك الأموال لدعم مشروعه بتفتيت عالمنا العربي من خلال إثارة الفتن، والاقتتال ما بين المسلمين، ولو أن عمته إسرائيل المحتلة للجولان السورية أقرب له فليقاتل ضد عمته مع شبيحته، ولكن المثل العربي يقول: "أسد عليَّ وفي الحروب نعامة". قمة البطولة والعنترية لأمين عام حزب الله أن يقتل شعبًا أعزل، وهو الذي تسبب بتصرفاته الرعناء من خلال إطلاق صواريخ على شمال فلسطينالمحتلة في تدمير لبنان من قبل إسرائيل، ولجأ هو واختبأ في مخابئ تحت الأرض، في حين أهل الجنوب اللبناني هربوا ولجأوا إلى سوريا وشعبها الذي احتضنهم، والآن يفتخر أنه سوف يذهب لنحرهم كالخراف. فشبيحته لم يقوموا بالواجب لقتل شعب احتضن أهله وناسه بالجنوب اللبناني، هذه هي المكافأة للشعب السوري! إنها المذهبية البغيضة التي إذا لم يقف فيها المسلمون وقفة رجل واحد بجميع مذاهبهم وطوائفهم من خلال منظمة التعاون الإسلامي فإن حسن نصر الله ومقتدى الصدر والآيات والملالي وشاكلتهم في العراقوسورياوإيران سوف يصبحون أدوات لتفتيت منطقتنا العربية والإسلامية، والعيش في فوضى وفلتان أمني واقتتال وحروب أهلية، الخاسر فيها الجميع، سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم. أما بشار الكيماوي فمصيره إلى جهنم ومزبلة التاريخ، الذي تخطى بهمجيته وفاشيته هولاكو التتري الذي حوّل نهري دجلة والفرات إلى اللون الأحمر بدمويته وعدائه للبشرية، ولو أن دموية هولاكو وطغيانه لم تكن على شعبه، ولكن يظل طاغية حاقد مجرم مجرد من الإنسانية، ولكن المصيبة أعظم عندما يكون طغيان الحاكم على شعبه الذي هو منهم وفيهم؟! يجب أن تتصدى المنظمات الحقوقية العربية والإسلامية والإقليمية والدولية وغيرها لهذه الأنظمة المجرمة، التي تريد تركيع الناس وحكمهم بالحديد والنار. أمّا جامعة الدول العربية التي لا تحرك ساكنا فإن قفلها أفضل لتوفير الأموال التي تهدر عليها، ولا نعوّل على مجلس الأمن الذي تحكمه المافيا الروسية والصينية التي تُفضل وتعمل لمصالحها دون اعتبار لأي شيء آخر، فهم متفاهمون مع البقية الثلاثة الأعضاء في مجلس الأمن أن الدور عليهم (روسيا والصين) لتحقيق مصالحهم في المنطقة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain