اعتبر الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية فجر أمس الخميس، أنه من «غير المقبول» استخدام أسلحة كيميائية «من أي كان» في سوريا. وبحسب مصادر إيرانية، فإن روحاني وبوتين أكّدا بأن «اللجوء إلى الحلول العسكرية خارج إطار الشرعية الدولية ضد الدول المستقلة، يعتبر خرقًا خطيرًا للقوانين الدولية». مشددين على «أهمية تضافر الجهود واستنفاد كافة الطرق للحيلولة دون تعرض سوريا لضربة عسكرية غربية وإيذاء مواطنيها». من جهته، أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اتصالات هاتفية مع 10 من نظرائه في العالم، حول مستجدات الأوضاع في سوريا، وأدان ظريف خلال الاتصالات، التي أجراها مع وزراء خارجية الأردن والكويت وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا واليونان وفرنسا وجمهورية أذربيجان والجزائر، استخدام السلاح الكيماوي من أي طرف كان. وقال ظريف، إنه «ليس هناك أي دولة في العالم مثل إيران كانت ضحية استخدام مثل هذه الأسلحة، ولذلك نحن ندين استخدام السلاح الكيماوي من أي طرف، ونطالب مفتشي الأممالمتحدة بأن يقوموا بتحقيقات شاملة، بعيدًا عن إصدار أي حكم مسبق تجاه منفذ هذا العمل المؤلم». وأشار ظريف إلى موافقة الحكومة السورية على طلب إيران للسماح بدخول مفتشي الأممالمتحدة إلى المناطق المعرضة للسلاح الكيماوي، وإجراء تحقيقات حول استخدامه، محذرًا من اتخاذ قرارات متسرعة، قائلا «النتيجة القطعية لهذه التحقيقات بحاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث من قبل المفتشين الدوليين، والتحقيقات الأولية تشير إلى أن المواد المستخدمة كانت مصنعة يدويًّا، وليست من القنابل الكيماوية الاعتيادية، ولذلك لا يحق لأي أحد أن يحكم بشكل متسرع». بدوره، حذر اللواء محمد علي جعفري قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، من مغبة شن عدوان عسكري على سوريا بقيادة أمريكا. مشددًا «على الصهاينة أن يعلموا بأن إشعال أمريكا للحرب في المنطقة، سيؤدي إلى زوال إسرائيل قريبًا، كما ستكون سوريافيتنام أخرى للأمريكان». وقال اللواء جعفري في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أمس الخميس، إن «الولاياتالمتحدة ومعها بعض حلفائها كانوا يحاولون خلال السنوات الأخيرة توجيه ضربة لمحور المقاومة بالمنطقة، عبر حشد الدعم الشامل للمجموعات الإرهابية و تجهيزهم بمختلف أنواع الأسلحة، واليوم بصدد شن عدوان عسكري مباشر يستهدف سوريا بعد فضيحة الفشل الذريع، الذي واجهه سيناريو الحرب التي قام بها الإرهابيون بالنيابة» (كما قال). فيما أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء السيد حسن فيروز آبادي، أن «نار اللجوء إلي أي خيار عسكري ضد سوريا، سيأتي علي الصهاينة». محذرًا أمريكا وحلفاءها من تبعات وتداعيات اتخاذ مثل هذا القرار، قائلاً «رغم مرور أكثر من عامين علي الحرب في سوريا إلا أن النظام بقي صامدًا، والقيام بأية عمليات جديدة في المنطقة، ستكون لها تبعات كثيرة لن يفرح لها سوي الكيان الصهيوني». إلى ذلك، فقد ألقت الأزمة السورية بتداعياتها الثقيلة على الأوضاع الاقتصادية الداخلية في إيران. حيث ارتفعت أسعار العملات الحرة واستعاد الدولار خلال يوم واحد معظم خسائره التي خسرها في غضون أشهر ليصل إلى 338 تومان بعد أن كان 300 قبل أسبوع. فيما كشف المرشد الإيراني علي خامنئي بأن الأزمة الاقتصادية في إيران لا يمكن معالجتها خلال فترة قصيرة، بل تحتاج إلى فترة طويلة.