اليوم.. يعود الطلاب والطالبات إلى مدارسهم لبدء عام دراسي جديد.. والسؤال ذاته.. الذي يتكرر كل عام: ما الجديد؟! (1) * في كل صيف نسمع عن الاستعدادات، والقرارات، والمشروعات، والتطوير، والورش، والبرامج، والمناهج، (الخ.. الخ).. ونسمع عن أرقام فلكية.. ونحلم بأن شيئا (ما) سيتحقّق هذا العام.. وحين نبدأ.. نجد الحقيبة المثقلة مازالت قدر الظهور الغضة ومازالت الأقفاص الضيقة تقتل فرح الصغار بنشوة التعليم وكل الأشياء تكاد تكون هي.. هي.. لم يتغير شيء!! (2) * عمومًا.. أنا لا أنوي الحديث عن بداية العام الدراسي الجديد فلونه ورائحته ومذاقه لم يتغير وعلينا.. أن نبلع أسئلتنا في حلوقنا عن (وهم) التطوير والتغيير وعن المليارات!! وإنما أردت شيئا آخر وهو.. مشروع البرنامج الوطني للوقاية من المخدرات هذا المشروع أحدث (جدلية) كبيرة في الأوساط المجتمعية هذا العام وقال متندر: إن هذا المشروع هو (صرخة) الوزارة الجديدة هذا العام مثلما كانت صرخة الشعار العام الماضي وقال آخر: هو فعل مصطنع لصرف الأنظار عن التساؤلات الحقيقة التي قد تنشأ عن جديد هذا العام!! (3) قلت (جدلية) لأن الصورة عن هذا المشروع لم تتضح بعد.. ولا أدري إن كان سيُطبّق هذا العام؟ وكيف سيُطبّق؟ المعلومات الأولى تقول: إن مئات المشرفين التربويين والصحيين سينتشرون في مختلف مناطق المملكة وأنه سيتم أخذ عينات من الطلاب والطالبات ويتم تحليلها وإعلان نتائجها وأن البرنامج يستهدف 5 ملايين طالب وطالبة في أكثر من 25 ألف مدرسة!! (4) * أمام هذا وقفت كثيرًا وتأملت أكثر: ما مدى صحة الخبر؟! هل يعقل أن الوزارة ستُفكِّر بهذا النحو من التطبيق؟! شخصيًا لا أعتقد ذلك!! لأن -هكذا عمل- يتناقض مع رسالة الوزارة التربوية أصلًا وتمشيًا مع هذه الرسالة فحتى الطلاب المتورطين لهم بدائل أخرى والمملكة من أقل دول العالم استثناءً لطلاب المدارس من العقوبات المقررة لجرائم المخدرات!! فما للوزارة وللتحاليل والعينات والنتائج؟! هذه مسؤوليات جهات أخرى!! (5) * يا جماعة.. دعونا نتفق على أن المخدرات آفة خطيرة بل هي من أشد ما يواجهنا من أخطار وأن خطرها يتزايد بشكل كبير خلال 5 أشهر فقط.. القبض على 991 متهمًا بالترويج، ومخدرات تقدر قيمتها بأكثرمن مليارين ونصف المليار!! وخلال العام الماضي تم ضبط أكثر من 6.6 ألف كيلو غرام من المخدرات، وأكثر من 34 مليون حبة مخدر، وأكثر من 150 ألف وحدة من الخمور!! واستقبلت (طوارئ) أحد مستشفيات الأمل فقط أكثر من 17 ألف حالة خلال العام الماضي!! وهناك إحصائيات مزعجة جدًا عن هذه الآفة!! (6) * هذا.. ماذا يعني؟! يعني أن المخدرات أحد الأسلحة التي يستخدمها من يتربّص بنا وعلينا أن نتنبه إلى حقيقة.. أننا مُستهدفون في شبابنا ومُقدّراتنا وأمننا ومجتمعنا وهذا يستوجب منا أن نُحارب جميعًا هذه الآفة سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد!! (7) * إلى ماذا أريد أن أصل؟! وزارة التربية والتعليم كجهة تربوية أصيلة معنية بالمواجهة ولكن ليس على طريقة العينات والتحاليل وإنما بتعزيز أدوارها التربوية في هذا المجال أنا ضد.. أن يكون لدى الوزارة مشروع حتى وإن نعتناه (بالوطني) ولكن.. أن يكون لديها رسالة!! المشروع وقتي وشكلي ومحدود لكن الرسالة مستدامة صيانة القيم والمثل والمبادئ صيانة للمجتمع وحماية له وهذا في نظري هو صلب رسالة الوزارة التربوية!! (8) * بعيدًا عن التجاذبات.. وحقيقة.. أن يكون المشروع (تحاليل) أو (توعية) فإن على وزارة التربية والتعليم أن تعيد بناء مناهجها وآلياتها من منظور قيمي بأن تفرد كتابًا للتربية الوطنية وأن تقيم مشروعا وطنيا لمحاربة المخدرات وأن تقيم حملة لمحاربة الإرهاب والتطرف وأن.. وأن.. هذا يعني أن رسالتها التربوية لم تصل بعد!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain