يعشق التصوير بكل ما تعنيه الكلمة، أما الجوائز فحدث و لا حرج رغم صغر سنه، لكنه اليوم يستطيع أن يفخر حقاً بذهبية العالم في الأبيض والأسود، إنه محمد العامري بطل التصوير الضوئي في سلطنة عمان . محمد بن حسن العامري طالب جامعي أحب التصوير منذ صغره، قام بتصوير كل ما يحيط به تقريباً، إلا أنه وجد ضالته في وجوه الناس كما يقول، إنها مرآة الواقع، فيها تستطيع أن تقرأ ماذا فعلت السنون بأصحابها، السعادة و الحزن، الرفاه والشقاء، تناقضات هذا العالم كافة تحفر أخاديدها في وجوه أصحابها لتصبح تأريخاً تستطيع العين الفاحصة قراءته بمنتهى الوضوح، محمد يقول: مهمتي تنحصر في توثيق هذه الحالات بأفضل طريقة ممكنة وأترك المجال بعدها لعين المشاهد لقراءة التفاصيل واستنتاج المعاني والعبر . ورغم انضمام محمد المتأخر لجمعية التصوير العمانية إلا أنه استطاع أن يثبت موهبته أمام الكبار، واستطاعت صوره أن تجد طريقها لأبرز مسابقات التصوير الفوتوغرافي، وقد حصدت الجوائز الكبرى، شارك محمد في العديد من المسابقات المحلية والعالمية، أحب التصوير كهاوٍ، ومارسه في أثناء ابتعاثه في ماليزيا بعد أن شجعه أصدقاؤه على ذلك فبدأ رحلته مسلحاً بآلة تصوير من ماركة "نيكون" ليعلن عن ولادة نجم . يرى محمد العامري أن المصور العماني لاتقف أمامه أي عقبات سوى المادة إذ إن ثمن آلة التصوير يصل لخمسة آلاف ريال عماني فأكثر، فالمصور الموهوب هو الذي يطلع على أعمال وتجارب المصورين الآخرين، كما أن المصور المميز هو الذي يحسن تحديد زاوية التقاط الصورة، فالفرق بين المصور العادي والمحترف هو ان العادي يصور بدون مراعاة لقواعد التصوير، أما المحترف فيراعي قواعد ومكان وزوايا وزمن التصوير، لا بد للمصور من أدوات تميزه عن غيره كالحس الفني والإحساس بجمال المكان الذي هو أكبر أداة يملكلها المصور، كذلك الحصول على المعدات المطلوبة للتصوير، والمصور يستطيع أن يصقل مهارته بكثرة الاحتكاك بغيره من المصورين المحترفين والمشاركة في الكثير من المعارض والفعاليات التي تتناول التصوير، كما أن المصور المحترف يسعى دائما للحصول على الجوائز العالمية، كذلك عليه أن يعرف قدرات وإمكانات آلة التصوير التي يستخدمها سواء كانت من النوع الثمين أو لا . شارك العامري في الكثير من المسابقات وكانت البداية له في الإمارات وحصل على الجائزة البرونزية كأول مشاركة له، وكانت الصورة الفائزة "عيون الحكمة" وهي صورة لأمراة عمانية مسنة تظهر التجاعيد على وجهها، وكيف مرت بها ظروف الحياة الصعبة وكان عدد المشاركين بالمسابقة 51 ألف مشارك من مختلف دول العالم، شارك بعدها العامري على مستوى السلطنة في مسابقة موريا وحصل فيها على المركز الثالث ثم شارك في مسابقة كأس العالم للتصوير الضوئي بإسبانيا والتصوير كان بالأبيض والأسود بمشاركة 400 مصور على مستوى العالم وشاركت كل دولة بعشرة مصورين في مختلف الفئات، لكن العامري استطاع بحرفيته أن يحصل على المركز الأول في فئة الفردي بصورته "حكيم الكون" وهي لرجل عماني كبير في السن وعبَّرت عن حكمة تشرق من عيون الرجل، وخبرة في الحياة، وهو في حالة جلوس، متقلداً زيه العماني بشيء من الاعتداد والفخار، وقد التقطها العامري للرجل القادم من جعلان بني بو حسن في المنطقة الشرقية وهو يشارك في مهرجان مسقط لهذا العام، كما حصل المصور الضوئي محمد بن حسن العامري في مسابقة فنلندا الدولية للتصوير الضوئي التي أقيمت للعام الرابع على التوالي برعاية الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي وشاركت في الدورة الحالية للمسابقة 59 دولة من مختلف أنحاء العالم من ضمنها السلطنة ممثلة في جمعية التصوير الضوئي حيث حصل العامري على جائزة المسابقة الشرفية في محور التصوير بالأسود والأبيض عن صورته التي حملت عنوان "بائع العسل"، وهي صورة لرجل عماني يبيع العسل في هبطة العيد بالرستاق ومن حوله مجموعة من الأشخاص بلباسهم التقليدي، والصورة بالأسود والأبيض للدلالة على عبق الماضي العماني العريق . يؤكد محمد العامري على أن المنافسة على كأس العالم في التصوير صعبة جدا إذ إن العديد من دول العالم تشارك في هذه المسابقة كما أن المصور المشترك في المسابقة يدخل المنافسة بصورة واحدة فقط، كما أن الصورة لابد أن تكون بالأبيض والأسود وهنا التحدي الأكبر الذي يظهر مهارة المصور، كما أن المسابقة تقام كل عامين والفائز يطبع اسمه على ظهر الميدالية الفائز بها فهي مسابقة لا تعوض، المسابقة تقام تحت رعاية المنظمة العالمية للتصوير الضوئي، ويشير محمد إلى أن فوزهم كفريق عماني بالكأس أعطاهم دافعاً وحافزاً على الاستمرار في هذا النهج وحصد الجوائز العالمية "شاركنا كفريق بلوحة تجمع المصورين العشرة بصورهم وأسميناها لمحات مثيرة، وقد حققنا المعايير المطلوبة في وحدة الصور، وجودتها وترابطها مع بعضها البعض مما أهلنا للحصول على الكأس"، كما شارك العامري بصورته في فئة الفردي و حصد الذهبية على مستوى العالم . كل ما يطمح إليه محمد العامري أن يحافظ على هذا الأداء وأن يكون له معرضه الخاص للتصوير، كذلك حصد كأس العالم في التصوير الضوئي مرات ومرات وذلك بالعزيمة والإصرار والتحدي، يقول: لا يوجد مستحيل أمام الإرادة، فعلتها مرة وأستطيع أن أفعلها مجدداً ببذل المزيد من الجهد والاستمرار في التطور والممارسة، أود أن أوجه الشكر لكافة الزملاء في جمعية التصوير الضوئي وكذلك إلى والديَّ العزيزين اللذين وقفا بجانبي وقدما لي كل التشجيع على الاستمرار والنجاح، أشكرهما بشدة وأهدي لهما هذا الإنجاز وأعدهما بالمزيد قريباً .