شبام نيوز . الرياض-الأممالمتحدة - أحمد حسين اليامي استشعرت المملكة العربية السعودية أهمية نشر ثقافة السلام وثقافة اللا عنف وهو ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك. جاء ذلك في كلمة معالي الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام التي ألقاها أمس الجمعة أمام المنتدى رفيع المستوى عن ثقافة السلام المنعقد حالياً في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. وقال معاليه ان المملكة أكدت على اخراج العالم من غياهب الظلام والاستبداد والجهالة إلى نور الحق والمساواة والعدالة مع راية التسامح والتعايش والدعوة إلى كلمة سواء تخرج بها البشرية من ظلمات جهلها وشحنها وتأخرها إلى نور ربها الحادي إلى سوء الصراط. د. الجاسر: ترسيخ ثقافة الحوار بين شعوب العالم والتصدي لثقافة اللاعنف هما مساران أساسيان لنشر السلام والسلم العالميين ونوه الدكتور الجاسر إلى ما نادى به خادم الحرمين الشريفين في كلمته مؤخراً بمواجهة الارهاب في أفكاره وتحركاته. وتنشر "الرياض" فيما يلي نص كلمة معالي الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام في مداخلات منتدى الأممالمتحدة الرفيع المستوى عن ثقافة السلام أمس الجمعة: العبارة التي جاءت في أدبيات ميثاق الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة التي تؤكد بأن الحروب تتولد في عقول البشر وبالتالي ففي عقولهم يجب ان تبنى حصون السلام هي عبارة تحدد جزءاً من آلية نشر ثقافة السلام في العالم وذلك من خلال الوثيقتين التي أصدرتهما الأممالمتحدة الأولى بشأن الإعلان والثانية برنامج العمل لثقافة السلام التي يجب ان تسود مجتمعات هذا العصر. المملكة العربية السعودي تدعم دور الأمم المتحد، وكل المنظمات والمراكز العالمية من أجل نشر ثقافة السلام وثقافة اللاعنف، ومن أجل التنوع الثقافي بين شعوب العالم وترسيخ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتسعى على المستوى الاقليمي والعربي والدولي إلى تقديم كل ما تستطيع للمساهمة في حل الصراعات وخاصة في منطقتنا العربية. من هذا المنطلق تتركز جهود المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة السلام في مسارين أساسيين. المسار الأول: الجهود والمبادرات التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تأسيس آليات للحوار على المستوى الإسلامي من خلال مؤتمر مكةالمكرمة عام 2008م، واعتبار ان الدين الإسلامي يمتلك حلول ناجعة للأزمات البشرية ويمتلك رصيداً حضارياً لا غنى عنه في حياتنا المعاصرة. عام 2008م عقد مؤتمر مدريد العالمي للحوار ورعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوجت أعمال هذا المؤتمر بتأسيس الحوار العالمي بين اتباع الأديان والثقافات وفقاً لما اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماع عالي المستوى في نيويورك في ديسمبر نفس العام، وقد أقر مؤتمر جنيف الدولي في ديسمبر 2009م ومؤتمر فينا يوليو 2009م الدعم الكامل لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لاشاعة ثقافة الحوار وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين شعوب العالم لخدمة الإسلام. تم توقيع اتقافية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات في اكتوبر 2011م في العاصمة النسماوية فينا بشراكة دولية تضم المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة اسبانيا وبمشاركة رئيسية من الفاتيكان وممثلي اتباع الأديان والثقافات في العالم وذلك من أجل احترام كرامة الإنسان وتعزيز التعايش ومكافحة العنف والتطرف من خلال الوسطية والاعتدال. إن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا يعتبر الآن منتدى عالمي لنشر ثقافة السلام يشارك فيه ممثلي عن جميع الأديان والمذاهب الرئيسية في العالم، وهو أمر يتيح لهذا المركز التعاون مع منظمات الحوار الأخرى باعتبار ان ذلك أحد وأهم أهدافه الرئيسية. المسار الثاني احتضان المملكةا لعربية السعودية للمؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي عقد في العاصمة السعودية عام 2005م، وحضره مجموعة من الدول العربية والإسلامية إضافة للمملكة المتحدة والهند والولايات المتحدةالأمريكية واليابان والاتحاد الروسي وكثير من المنظمات الاقليمية والدولية المتخصصة مثل الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأفريقي، وخرج هذا المؤتمر الدولي الكبير بمجموعة من القرارات تساهم في تعزيز التصدي للارهاب، كما قرر المؤتمر تأسيس المركز الدولي لمكافحة الارهاب في الرياض، وتبرع خادم الحرمين الشريفين له بمبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي عند التأسيس، ومؤخراً بمائة مليون دولار أمريكي خلال الكلمة التي وجهها إلى الأمة الإسلامية والعربية بمناسبة عيد الفطر المبارك هذا العام، وقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بمساهمة المملكة العربية السعودية المالية والمعنوية لهذا المركز من أجل محاربة الارهاب ونشر ثقافة السلام وان المملكة تساند باستمرار الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة في جميع أنحاء العالم وفي العديد من المجالات المختلفة، كما قال وزير الخارجية الأمريكي في هذا الصدد بأن المملكة تجسد التزامها بدعم وتقوية التعاون الدولي لمكافحة الارهاب. استشعرت المملكة العربية السعودية من خلال الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال عيد الفطر المبارك هذا العام أهمية نشر ثقافة السلام وثقافة اللاعنف وأكدت على اخراج العالم من غياهب الظلام والاستبداد والجهالة إلى نور الحق والمساواة والعدالة مع راية التسامح والتعايش والدعوة إلى كلمة سواء تخرج بها البشرية من ظلمات جهلها وشحنها وتأخرها إلى نور ربها الهادي إلى سواء الصراط، ونادى خادم الحرمين الدولي في كلمته بمواجهة الارهاب في أفكاره وتحركاته، وتفعيل المركز الدولي لمكافحة الارهاب من أجل ان يقوم بدوره المنشود كما أكد على ان هذا المركز يسعى لخدمة الإنسانية جمعاً بعيداً عن أي تمييز لعرق أو طائفة أو لون فمظلته واسعة وتطلعاته رحبة تنشد الخير للإنسانية أجمع. إن ترسيخ ثقافة الحوار بين شعوب العالم والتصدي لثقافة اللاعنف هما مساران أساسيان لنشر السلام والسلم العالميين، وهما نهجان في فكر وسياسة المملكة العربية السعودية.