حذّر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الأفكار والآراء والأقلام التي تسعى إلى الإخلال بالأمن والتشكيك في ولاة الأمر والعلماء وتفريق الصف وعدم الاجتماع، قائلا: إن المجتمع قد يظلم من جهات عدة فقد يظلمه الذين يرفعون الأسعار بلا سبب واضح إنما بتعاون بينهم وتواطؤ على ظلم الناس، فهم يرفعون أسعار السلع لجشعهم وعدم مبالاتهم بأفراد المجتمع المسلم، مشيرًا إلى أن من ظلم المجتمع السعي إلى زعزعة أمنه وارتباط أبنائه وتفريق صفه وخلخلة تماسكه من خلال فكر يطرح أو رأي يكتب، فتجد أن تلك الآراء والأفكار تهدف إلى تفكيك المجتمع وخلخلة صفوفه والتشكيك في ثوابت دينه ومبادئ إسلامه والتشكيك في علمائه وولاة أمره الذين طالما حموا العقيدة وسهروا على حمايتها من قادة وعلماء مضى عليهم قرون، وهم على ذلك ثم يأتي بعد هذا من يحاول إثارة البلبلة بمقالاته السيئة وأطروحاته الخبيثة التي تبدي عن سوء نية صاحبها وما يخفيه في قلبه فهذه الأقلام والأفكار السيئة تسعى للنيل من مجتمعاتنا، مبينا أنه لابد من التعاون على الخير وتوحيد الصف واجتماع الكلمة على العقيدة الصحيحة، مرتبطين بالقيادة السياسية والعلمية ارتباطًا وثيقًا متعاونين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، مشيرًا إلى أن أي فكر يطرح لتفتيت هذه الوحدة أو الطعن فيها أو التشكيك فيها فإنها دليل على وجود شبكة كبيرة تهدف إلى دمار مجتمعاتنا وعدم اجتماعنا، مبينا أنه لابد من التمحيص والتثبيت على كل ما يكتب وينشر في الصحافة من أجل الأمن السياسي والأمن الفكر والارتباط القوي بينه وبين العلماء وولاة أمورهم. وأضاف أن الظلم خلق ذميم، فيه إساءة العبد لنفسه وفي علاقته مع ربه، فالظلم ظلمة وحسرة على صاحبه يوم القيامة، موضحا أن الظلم أنواع وأعظمها وأشدها خطرا الشرك بالله فهو بذلك جعل العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم الظلم الإعراض عن شرع الله عز وجل، وكذلك من الظلم تحكيم غير شرع الله، ومن الظلم أيضا افتراء الكذب على الله في التحليل والتحريم فالذي يفتي الناس بغير علم بأن يحلل ويحرم بما يلقيه عليه هواه. وأشار إلى أن ظلم المسلم لعباد الله في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ظلم المسلم لعباد الله كله خطأ وضلال فمن ظلم العباد بالأقوال سب المسلم وشتمه وقذفه والاستهزاء به والسخرية منه واحتقاره وإذلاله ووصفه بما هو بريء منه أو تتهمه بشيء هو بريء منه. أما ظلم المسلم بالأفعال كالضرب وسرقة الأموال وسفك الدماء، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم، وعدم إعطاء النساء حقوقهن، والربا، والغش في البيع والشراء، وأخذ الرشوة فالدافع لها ظالم والآخذ لها ظالم لأنه سهل المهمة لهذا المجرم ليتمادى في إجرامه وظلمه، وعدم العدل بين الأولاد، والتعاون على خلاف الشرع.