الجمعة 04 أكتوبر 2013 01:33 مساءً الحديث عن قنوات جنوبية جديدة على وشك الانطلاق يبعث على الطمأنينة والثقة بان قضيتنا العادلة قد أخذت حيز لا يستهان به على الصعيدين العربي والإقليمي , وذلك بعد ان كانت منابر الإعلام الجنوبية تتعرض للوائد في الداخل ,ومن الصعوبة بمكان إقامتها في الخارج , ولا يخفى علينا ما تعرضت له قناة عدن لايف , وقناة المصير التي أصبحت اثر بعد عين . لقد عانت قضية الجنوب من التهميش والتجاهل ما لم تعانيه قضية بحجمها ,وبسببها تكشفت عورات الإعلام العربي الذي ضج مسامعنا بالحديث عن المهنية والحيادية في الطرح , عندما أدار ظهره واصم آذانه حين كان ولا يزال الشعب الجنوبي يعاني وينادي بأعلى صوته . لا يختلف اثنان على ان تعدد وسائل الإعلام الجنوبية سيكون مصدر إثراء ودافع قوي للمضي قدما بما يخدم القضية بشرط أن تدار تلك الوسائل بمسئولية وطنية بعيدا على المناطقية والحزبية والحسابات الضيقة التي لا يزال المحتل يجتهد في زرع بذورها بين الجنوبيين , لان تلك الوسائل ستفتح آفاق جديدة لكل ابناء الجنوب وستتيح لهم المشاركة في التسويق الأمثل لقضيتهم واثبات عدالتها بالبراهين والحجج الدامغة . الا ان هذه المشاعر والتطلعات لا تمنع من التوجس والخوف في كثير من الأحيان من ان تتحول تلك القنوات الى مراكز استقطاب , وتكون سبب لظهور الخلافات وتوسع رقعتها , فكما يكون للإعلام دوره الايجابي البناء في خدمة أي قضية فله في المقابل الكثير من الجوانب السلبية والتي قد تتسبب في ضياع كثير من الحقوق , إضافة إلى إثارة النعرات التي قد تتسبب في شق الصفوف وتشتت الأفكار , وليس بعيدا عنا ما يجري من انحطاط إعلامي لكثير من القنوات في دول ما يسمى الربيع العربي حيث أصبحت كل قناة تهاجم الأخرى على حساب تضحيات وتطلعات الشعوب . خلاصة القول : يجب ان تُدار تلك القنوات بمسئولية وحنكة , وان يكون هدفها الرئيسي هو حماية مطالب أبناء الشعب الجنوبي وحفظ حقوق الشهداء وتثمين دور الجرحى والأسرى , ومحاولة ربط الشعب بالقيادة بأسلوب إعلامي ومهني سلس يتعامل مع كل العقليات, ويراعي مشاعر الجميع , فقضيتنا عادلة ومطالبها مشروعة ولا يحتاج المتحدث عنها او فيها الى تكلف او تنطع لان المعطيات على الأرض والمنجزات التي صنعها الشعب الجنوبي قد مهدت الطريق وزالت العوائق ,فا المطلوب ليس أكثر من المهنية والتحلي بروح الجماعة , فلا بد من تحمل المسئولية لكل من أوكلت أليه مهمة التحدث عن قضية شعب الجنوب , حتى لا تكون قنواتنا غثاء كغثاء السيل وينطبق عليها المثل العامي القائل ( إذا كثرت الادياك بطل الصبح ) او كما يقول الخليجيون (اذا كثرت الديوك فسد الليل ) والله من وراء القصد