المتتبع للإعلام العربي هذه الأيام سواء كان مرئياً أو مكتوباً أو مسموعاً سيجد أنه لا يقدم شيئاً مفيداً للمواطن العربي فبالرغم من كثرة الوسائل الإعلامية المختلفة سيجدها غثاء كغثاء السيل، كمٌ هائل من القنوات الفضائية وكم آخر من الصحف والإذاعات إلا أننا سنجد القلة القليلة التي تؤمن بأهمية الرسالة الإعلامية التي يجب أن تكون مجردة من كل شيء إلا من الحقيقة والتي وجدت من أجلها. فالكثير من وسائل الإعلام أصبحت تلهث وراء السبق الصحفي دون تدبر أو تمعن من أن الخبر التي استبقت في نشره أو بثه سيكون له نتائج إيجابية أو سلبية لأن الكثير من هذه الوسائل إما تسعى إلى الربح المادي أو الشهرة غير عابئة بأن ما تبثه أو تنشره قد يأتي بأضرار سواء كان على الفرد أو المجتمع أو الوطن، وكم هي الحقائق الماثلة أمامنا في هذا السبيل, فكم من وسيلة إعلامية قد تسببت في انشقاقات على المستوى الوطني بل وساعدت في نشوب المواجهات المسلحة التي اندلعت هنا وهناك, وكم ساعدت مثل هذه الوسائل في بذر الخلاف بين دولة وأخرى بسبب نشر تقرير إخباري أو نشر موضوع صحفي سيىء انعكس في الأخير على العلاقات بين هذه الدولة وتلك, وإعلامنا اليمني ليس استثناءً عن الإعلام العربي فهو مكمل بعضه كما يقولون ودليلي في ذلك الإعلام المقروء الذى تطور كماً منذ قيام الوحدة في ال 22 من مايو 1990م, فما نلاحظه وما تعرضه الأكشاك والمكتبات يومياً وأسبوعياً من عشرات الصحف والتي تمثل توجهات مختلفة بل وكل الأطياف السياسية بالطبع؛ سوف يصاب المرء بالدوار عند تصحفه للعناوين التي تمتلئ بها صدر صفحات تلك الصحف فلا أبالغ إن قلت: ثمانون في المائة من تلك العناوين التي تظهر بها الصحف صباح كل يوم جديد لا تخدم المواطن اليمني ولا تخدم قضاياه ولا وطنه وأصبحت تلك العناوين محشوة بنار الفتنة والتحريض وهذا ما يؤجج نار الكير الذي هو ملتهب أصلاً، إننا بحاجة خصوصاً في مثل هذه الظروف إلى إعلام هادئ ومتزن وموضوعي في طرحه وأن يتمثل الرسالة الوطنية التي تساعد الوطن على الخروج من محنته التي يعانيها اليوم لأن الوطن لا يستطيع أن يتحمل أكثر مما قد تحمله خلال الفترة الماضية وعلى القائمين على الوسائل الإعلامية أن يدركوا أن الشعب اليمني أصبح يعي ويدرك مصلحته ويعي جيداً من يعمل لهذه المصلحة ويرفع شعار “اليمن أولاً” ومن يعمل ضد ذلك.