لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. دعاء يأسر الألباب، فيه من الحب والشوق للخالق ما يجعل المحب يلبي دعاء محبوبه؛ بصدق وخضوع وإجابة لدعوة رحمن رحيم قال في كتابه الكريم: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، وما أن تدخل أشهر الحج حتى تهفو نفوس المؤمنين إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وكلما اقترب الموسم كلما زاد الحنين لها، وهيّجت أشجان الحج لواعج الفؤاد حبًا ورجاءً في أداء المناسك في أطهر البقاع، اقتداء بنبينا الكريم، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (خذوا عني مناسككم)، لكن تلك الآمال سرعان ما يخبو سناها وتنطفئ لدى المواطن ذي الدخل المحدود عندما تصطدم بواقع كثير من حملات الحج وأسعارها الخيالية، التي قاربت العشرة آلاف ريال للفرد كحد أدنى، ولم يعد بمقدور الإنسان العادي أن يؤدي الفريضة، خاصة إذا كان لديه أسرة سترافقه، ولأن هذا الموسم استثنائي بسبب توسعة المطاف، فقد عملت وزارة الحج على أن يكون نصيب كل حملة نصف ما كان مقررًا لها، فشركة حج -على سبيل المثال- كانت تستقبل مئة حاج، بات عليها أن تستقبل خمسين حاجًا فقط، مع بقاء أسعار استئجار الخيام -كما يُشاع- كما هو، مما جعل شركات الحج تضاعف أسعارها لتعويض هذا النقص، ليصبح المواطن هو الضحيّة، بينما كان الأجدر بوزارتنا العزيزة أن تُحدِّد الأسعار وأن تقضي على ذريعة سعر استئجار الشركات للخيام كحل استثنائي لهذا العام، لأن أسعار الحملات المبالغ فيها أصبحت عائقًا دون أداء الفريضة، ولا أظن أن هذه الأسعار ستعود إلى وضعها الطبيعي في الأعوام المقبلة، وما نخشاه هو أن تدفع هذه الأسعار البعض إلى التحايل للدخول إلى المشاعر وافتراش الطرقات هربًا من جحيم أسعار الحملات. حمد ضحيان الجهني - المدينة