رأيته وهو يقود مسنّا فى زحام المناسك ويعينه للوصول إلى هدفه المنشود، شاب عشريني قدم إلى الحج - تطوعًا - ليشارك مع رفقة له في أعظم مهمة إنسانية فى الحياة، تابعته من بعيد وتوقفت أمام صنيعه الرائع وهو يربّت على كتف الكبير ويقدم له «شربة الماء» ثم ينتقل ليدفع عربة مسنّة ويحول بينها وبين حركة الحشود، أومأت له من بعيد بإيماءة الشكر وتمنيت لحظتها لو يقدّم له الجميع مثلي تحيّة العرفان. سألت نفسي عن الدوافع التي ساقت شابًا صغيرًا للابتعاد عن أهله وأصدقائه فى صباح العيد وتحمّل المشقة وسط الزحام الخانق؟. إجابات عدة قفزت إلى ذهني وأنا أتابع ذلك النموذج الرائع من شباب الوطن الذي قدّم أجمل وأروع صورة لبلاده، لأصل في النهاية إلى حقيقة الدلالة التي رمى إليها أمير مكة وقتما سئل عن نجاح الحج، فإذ به يختزل الحكاية قائلا.. بالمواطن ينجح الحج.. صدق الأمير وأحسن العشريني.