اليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر والباحثين عن الشهرة في الوقت الضائع. 10-17-2013 09:42 الجنوب الحر - بقلم/ محمد سعيد عبدالله(محسن) الكتابة عن نضال وتاريخ أي شعب أو ثورة أو حركة وطنية أو حزب أو قيادة وأشخاص من يقوم بذلك ينبغي ان يكون لديه القدر الكافي من المصداقية والاطلاع والنزاهة والحيادية ومؤهلاً بما فيه الكفاية ويتمتع بسمعة ومصداقية، أي تقييم تاريخي نقدي هو أمانة تاريخية لا تدخل فيه خصومة سياسية أو أيديولوجية أو ثار شخصي أو مصلحة ما أو رد فعل ، كما أن محاكمة أو تقييم الماضي من منظور ثقافي وسياسي واجتماعي ضيق يستند على المربعات الجغرافية أو القبلية او النزعة العنصرية التي لجأ اليها البعض خلال السنوات الأخيرة للبحث عن ادانة الاخر ليظهروا البعض وكأنهم ملائكة وأنهم لا حول لهم ولا قوة ظلوا مخدوعين مظلومين ومغلوبين على امرهم وكانوا مسيرون وفاقدين للوعي طيلت بقائهم في القيادة وأن أولئك الشياطين هم من كان يقودوهم ويسيروهم ،إنها مخادعة و مصادرة للعقل ومغالطة للنفس وتقليل من دور ومكانة تلك القيادات التاريخية العظيمة وكذب وقح على التاريخ وقفز على الوقائع والحقائق والأدلة التي لا يستطيع انسان عاقل القفز عليها كما أنها استخفاف بعقول الناس فلا من غادروا الدنيا من القيادات الوطنية كانوا ملائكة معصومون من الأخطاء والتجاوزات ولا الأخرين بما فيهم من بقي حتى الأن هم شياطين، كل انسان له ما له وعليه ما عليه وفقا لموقعه في صنع واتخاذ القرار ودوره في التنفيذ ، من هنا ينبغي ما يحكم كتابات الآخرين وسلوكهم البحث عن الحقائق والدلائل والقرائن الملموسة لا كيل الاتهامات الكاذبة مع سبق الاصرار والترصد كما أن التصالح والتسامح ثقافة و قناعة .. ممارسة وسلوك لا يحدد بمكان الميلاد او المنطقة او الموقف السياسي أو الشخصي وليس للمناورة كجسر للعبور لأهداف وغايات محددة. -هناك البعض الأخر أيضا في كتاباتهم المستندة على استنتاجاتهم وقراءتهم ومعلوماتهم وتحليلاتهم الشخصية التي لم تكن موفقة ودقيقة مشدودين لخصومة وصراعات الماضي السياسية والحزبية أو لمصالح وأهداف سياسية معينة أتهموا الجبهة القومية كذبا وزورا عندما افتروا وقالوا ( إن بريطانيا تواطئت مع الجبهة القومية وسلمتها السلطة بواسطة الجيش حتي يتحقق الانفصال وعملت على ايجاد دولة مستقلة لتكون على خلاف مع الوطن الأم ))؟؟ انهم بهدا يسيئون لأنفسهم ولنضال شعبهم وتاريخه ،ومع ذلك نتحداهم بعد خمسين عام على ثورة 14 أكتوبر 63 م و 46عام على الاستقلال الوطني أن يثبتوا ذلك , كنا نتوقع منهم الكتابة عن الذين باعوا الأرض واستلموا الثمن ورهنوا السيادة الوطنية من خلال الاتفاقيات الأمنية التي وضعت اليمن مسرحا للعمليات وتحت الوصاية الإقليمية والدولية لكنهم لم يكتبوا لأن لهم مصالح تكونت خلال ال34 عاماً ولأنهم لا زالوا مشدودين الى الماضي بكل مآسيه ؟؟؟؟ كتابة التاريخ وظيفة الباحثين والمؤرخين -إن كتابة التاريخ هي وظيفة من وظائف مؤرخين وباحثين محايدين مقتدرين ومراكز ابحاث ودراسات مستقلة مشهود لها بالحيادية والنزاهة والاستقلالية ,لا تفصل الوطني الخاص عن العام ولا الفرد عن المنظومة السياسية ولا الزمان والمكان وما كان يحيط بهما، أن يكون لدى المتحدث أو الكاتب من الوثائق والوقائع والأدلة والقرائن والمعلومات والشواهد المعتد بها والمقنعة للقاري ،أن لا تبنى على ردود فعل شخصية أو علاقات ومصالح معينة أو خصومة حزبية و سياسية أو ما يُوعز ويوحى به من هنا وهناك أو ما يقوله الراوي من اجل تحقق شهرة شخصية على حساب التاريخ وكذبا عليه وعلى الأخرين أي أن يكون خالي من أي تأثير سياسي أو مادي الخ . الشعب في الجنوب قاوم الاحتلال منذ أول يوم وطآت أقدام المستعمرين أرض الجنوب وقاد العديد من الانتفاضات حتى تفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م بقيادة الجبهة القومية وبمشاركة وطنية وسند ودعم شعبي نحتفل بمرور خمسين عاما على قيامها و 46عام على الاستقلال الوطني وجلاء المستعمر و 35 عاما على قيام الحزب الاشتراكي اليمني في14 اكتوبر1978 م. أبرز انجازات ثورة 14 أكتوبر لقد ناضلت الجبهة القومية مع مختلف اطراف الحركة الوطنية اليمنية ضد الوجود الاستعماري الأجنبي حتى تحقق للجنوب استقلاله الوطني في 30 نوفمبر1967 م، وحدت الجنوب من 23 سلطنة ومشيخة وإمارة في دولة وطنية واحدة تصل مساحتها البرية 355 ألف كم مربع ، حققت الدولة الجديدة العديد من الأهداف الوطنية، وحققت للمواطن منجزات طيبة لا يستطيع أي انسان سوي نكرانها والقفز عليها، ساهمت في الدفاع عن ثورة 26 سيبتمبر62 م خلال الهجمة الشرسة على النظام الجمهوري من قبل القوى التي كانت تسعى لعودة النظام الملكي مدعيةً بان ذلك حقا إلهيا تاريخيا لها. -الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني والنظام السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد رحيل الاستعمار في 30 نوفمبر67م م ورث تركة ثقيلة وخزانة فاضية و جيش جرار من الموظفين وتخلف اقتصادي وثقافي واجتماعي في مختلف المجالات وصراعات بين مختلف القوى السياسية اليمنية منذ نشأتها في الخمسينات حتى اليوم ، وتدخلات اقليمية ودولية في شئونه الداخلية وفرض حصار سياسي وإعلامي واقتصادي عليها أكثر من مرة وجابهت العديد من أعمال التخريب الموجه من الخارج ومع ذلك فقد تمكنت من الصمود و انجاز العديد من المهام الوطنية من مجانية التعليم ومحو الأمية ومنح المرأة العديد من الحقوق وأنشأت المستشفيات والوحدات الصحية ووفرت الخدمات الصحية المجانية في كل الجنوب وأنشأت شبكة من الطرقات تعدت ألاف الكيلومترات وتخلصت من الثارات القبلية فلم تحصل حادثة ثار قبلي منذ الاستقلال حتى 22مايو 90 م، شيدت المدارس في كل انحاء الجنوب وأنشأت لأول مرة جامعة عدن عام 1970 م ووفرت السكن المجاني في حدود الامكانيات المتاحة لها، ووزعت الأراضي على الفلاحين الفقراء وتم بناء جيش وطني كان من أفضل الجيوش في المنطقة ، أنشأت التعاونيات الزراعية والسمكية والجمعيات الاستهلاكية وقدم الدعم للسلع الاساسية، دافعت عن السيادة الوطنية لم يحدث تنازل عن أي شبر من أرض الجنوب البرية أو البحرية حتى 22 مايو 1990 م. وفوق ذلك لم يكن هناك من المسؤولين الاوائل من ورث السلطة أو استغلها للكسب المادي، لم يكن هناك أي إثراء لأي قيادي في الحزب أو الدولة من يوم تحمله للمسؤولية كتكليف وطني حتى مغادرته لها، لقد غادر معظمهم الدنيا فقراء لم يكن بعض الرؤساء ورؤساء الوزراء يملكون مسكنا يليق بأسرهم، لم يكن للفساد والإفساد مكاناً بينهم. -لقد جرا جلد للذات و نقد قاسي في العديد من المحطات لمسيرة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي في معظم المؤتمرات منذ المؤتمر العام الأول في22 -25يونيو 1965 م المنعقد في مدينة تعز والمؤتمر الثاني في جبله يونيو66 م والمؤتمر الثالث في منطقة حمر بقعطبة محافظة إب من 29نوفمبر-2ديسمبر66م والمؤتمر العام الرابع المنعقد بعد الاستقلال من2-5 مارس 1968 م في زنجبار مرورا بالتنظيم السياسي الموحد والحزب الاشتراكي اليمني الذي تشكل من ثمانية تنظيمات رئيسية على امتداد ساحة الوطن اليمني كله ،حدثت العديد من الوقفات التقييمية النقدية أخرها المؤتمر العام الخامس في يوليو عام 2005 م. فالحزب الاشتراكي لم يأتي من خلال حركة انقلابية عسكرية ولم يصنعه شخص او تشكله سلطة وانما هو نبتة زرع في تربة وطنية يمنية بامتياز نشاء وصعد من بين الجماهير الشعبية وعمل من أجلها أخطاء في محطات وأصاب بأخرى. الباحثون عن الشهرة في الوقت الضائع هناك نماذج وأنواع من البشر الذين يضعون من أنفسهم بأنهم دعاة مشروع وطني أساسه المدنية والحداثة القائم على المواطنة المتساوية يفترض فيهم أن يقرؤون ويقيمون الواقع اليمني جيدا كما هو لا كما هو مخزون في عقولهم ونفوسهم، لكن يتضح وكما تبين الأحداث والوقائع أن مواقفهم وكتاباتهم وحساباتهم تسير في اتجاهات أخرى لا يميزون بين التعارض والتناقض بين الأساسي والثانوي، العديد منهم يتصرفون اليوم وكأن اليمن قد حدث فيها تغير جوهري فعلي وأن الأمن والاستقرار مستتب في كل ربوع الوطن وأن الدولة باسطة نفوذها وسلطتها على كل البلاد و قد تم القضاء على الفساد والإفساد وثقافة الإقصاء والاستئثار والاحتكار للسلطة والثروة تم التخلص منها و لم يعد لها مكان، وأن أنين الناس من حكم عشعش و دام(33) عاما بقيمه وثقافته وممارساته قد انتهى وأن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية بخير ، وأن مؤتمر الحوار حسم كافة القضايا الجوهرية والأساسية مثار الخلاف من القضية الجنوبية وعودة الحقوق وحل مشكلات صعده وشكل ومضمون الدولة والاتفاق على الدستور كعقد اجتماعي ، وأن المؤسسات العسكرية والأمنية تم تحويلها من مؤسسات عائلية الى مؤسسات وطنية خالية من الولاءات القبلية والعشائرية والعائلية وتم اجتثاث الارهاب ووضع حد لثقافة التخوين والتكفير ، والتحرر من الوصاية الإقليمية والدولية على اليمن وعدم التدخل في شئونها الداخلية ، أي أنه تم التغلب على كافة القضايا ولم تبقى أية مشكلة تعيق البعض من تحقيق أهدافهم الا التفرغ للحزب الاشتراكي اليمني الذي تم الغدر به وبالوحدة الذي سعى إليها وجلد ذاته أكثر من مرة وهو مالم يفعله الأخرون أكانوا أحزاب أو افراد ، وهو يناضل اليوم بصدق مع كل القوى الخيرة وكل قوى الحداثة من أجل بناء أسس لدولة مدنية ديمقراطية اتحادية عادلة لكل اليمنين. إن مثل هؤلاء الأشخاص يتصرفون كما يقول المثل مثل " دجاجة ذاغر تنبش وترمي التراب على ظهرها " ،لم يكن مستغربا ولا غريبا لراكبي الموجات الذين يتنططون يبحثون لأنفسهم عن شهرةً ومكانة في الوقت الضائع كي لا يفوتهم القطار السريع ، يبحث بعضهم عن بطولات على حساب الأخرين ينزلقون مدافعين عن دموية من عاثوا في الأرض فسادا وقضوا على مكتسبات ثورتي 26سيبتمبر و 14أكتوبر عندما لعب محترفي السياسة ورموز التخلف ولصوص الثروة وأصحاب المصالح المدعومين من قبل أطراف مختلفة دورهم في ذلك، فمنذ حرب صيف94 م لعبوا ونشطوا وانفقوا المبالغ لغرس مفاهيم وثقافة اعادة الناس خمسين عاما الى الوراء لعلا أبرزها ثقافة الكراهية والتشطير والفساد والإقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة والوظيفة العامة وتركوا نتائج وأثار لا تحصى يئن الشعب اليمني شماله وجنوبه منها ، من يريد أن يصنع من نفسه اليوم بطلاً على حساب التاريخ و يضع العراقيل لبناء أسس لدولة القانون الدولة المدنية الاتحادية الحديثة عليه ان ينظر الى الدماء الطرية التي ارهقها النظام خلال العقود الماضية في كل محافظات الجنوب و صعده في صنعاءوتعز والمناطق الوسطى وكل مناطق اليمن و بدلا من التحدث والتنقيب عن تاريخ هم لا يعرفوا شيء عنه كما برز ذلك تباعا فيما نشرته بعض الصحف، اليوم يتحدثون عن الشعب الواحد و المواطنة المتساوية والوحدة اليمنية التي ذبحوها في حرب صيف 1994 م، لقد ظل القرار السياسي والسلطة والثروة والوظيفة العامة والمؤسسات الدفاعية والأمنية بيدهم و لهم وحدهم وتم تحقيق منجزات ومكاسب كما يقولون لكن لهم ولأبنائهم ولأحفادهم ولعوائلهم والمقربين منهم من خلال نهب الثروة والأراضي والمال العام وزيادة الفساد انشأت البنوك والشركات الخاصة والمشتركة لهم و لأبنائهم وأحفادهم وفتحت الأرصدة الخ.. فماذا أقول اليوم عن سبتمبر وأكتوبر؟ 20عام على اغتيال الوحدة لقد احترت ماذا اكتب عن الذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر1963 م بعد ان تم تصفية كافة ما حققته على اثر حرب صيف1994 م وتحديدا منذ 771994 م خلال العشرين عاما الماضية من المراوحة مكانك سر ، ينطبق على اليمن قول الشاعر نزار قباني (عشرون يا كتاب الهوى ولم أزل في الصفحة الأولى) فمنذ اغتيال الوحدة في حرب صيف 94 م وضعوا بذلك الخطوة الأولى والمداميك السياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية للانفصال فظلت الأوضاع تسير من سيئ الى أسوء لم يستمعوا لأحد ولم يقبلوا رأيا من أحد وحتى اليوم لم يستفيد البعض فمازالوا كما هم رغم التغير التكتيكي فالخطاب هو الخطاب والجمعة هي الجمعة, البعض لازال حتى اليوم يتحدث عن الشريعة والهوية والوحدة و صيغة وشكل الدولة , بالشكل والمضمون الذي يحافظ ويبقي على مصالحهم ومشاريعهم وليس شريعة وهوية وشكل ومضمون الدولة التي يريدها ويرتضيها الشعب اليمني، دولة المواطنة والقانون الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية لكل اليمنيين التي لها حضورها ومكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخليا ودوليا، تخرج الشعب اليمني من الظلام الدامس المفروض عليه منذ عقود بفعل الموروث الثقافي والسياسي وأدواته المعيقة .. ولذلك أقول: إن ثورة 14 أكتوبر بكل ما قدمته وجابهته ستظل شمس ساطعة تضئ دروب الذين يعملون من أجل بناء يمن جديد لدولته المدنية الديمقراطية الاتحادية الحديثة والقائمة على العدالة الاجتماعية ودولة القانون .