2013/10/20 - 15 : 01 PM خلال الفترة الماضية قل تواصلنا الاجتماعي والاسري بشكل ملحوظ ، وقد يكون هذا نتيجة تسارع وتيرة حياتنا اليومية وانشغالاتنا التي لا تنتهي وتتابع دون انقطاع . ولا ادري ان كان من حسن حظنا او من سوئة ظهور الكثير من الطرق التي تجعلنا نتواصل ونخلق علاقات اجتماعية مع الاخرين ، ونطرح افكارنا ومشاعرنا بصورة مقبولة ، فطبيعة حاجتنا الانسانية هي ما تدفعنا للاندفاع وراء هذه الطرق لنتواصل . وكانت البداية مع مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك ، وككل شيئ في الحياة له ايجابيات وسلبيات وفوضوية لا تنتهي ، كانت له ايجابيات عديدة كالتعارف والتواصل الانساني والذي لا يستطيع احد ان ينكر حاجتنا له ، ومع مرور الوقت ظهرت سلبياته فكشفت العديد من حالات الخيانه والاستغلال الجنسي حتي للاطفال من خلاله ، والاستغلال السياسي للشباب وتجنيدهم واستغلالهم ضد اوطانهم . وها نحن مع طريقة جديدة او هل اسميها موضة جديدة للتواصل وهو الانستغرام والذي لا انكر اني احببته شخصيا، ففيه بساطة ان تشارك حياتك في صور مع اصدقائك والعالم وتقوم ايضا بارشفة هذة الصور وجعلها للذكرى لسنوات عديدة تتذكر فيها اجمل لحظات حياتك في تلك الصور. لكني بدات انتبه لتفاصيل كثيرة فيه قد تخلق فوضوية ليست بالقليلة في حياتنا الشخصية وما عزز هذه الفكرة احد الحالات في مرحلة الشباب الاولي والتي تعرضت للاستغلال الجنسي وكانت البداية بالانستغرام ، واخرى زادت الخلافات بينها وبين زوجها لانها اكتشفت خيانته وكانت البداية كذلك الانستغرام ، وغيرهم بدأوا في الاحساس بان هذه التكنولوجيا خلقت نوعا من الفوضوية في حياتهم . ولنحاول ترتيب هذه الفوضوية بطريقة نفسية وعلمية هادئة ، ولتكن البداية بعيدا عن القاء اللوم على التكنولوجيا الحديثة ولنكون واعين لانفسنا ففي الاصل هو برنامج جامد ليس له احاسيس او سيكولوجيا من الممكن ان نحللها او نضع عليها اسقاطاتنا ، فالاساس ان الانسان هو ما له مشاعر واحاسيس واستعدادات سواء للحب او الكرة او الخيانه او الوفاء . وكذلك ساتخطي مرحلة تحليل شخصية الخائن او المستغل سواء اكان رجل او امراة ، لابدا في محاولة ترتيب فوضوية قد تنشا من موضوع الخيانة او الاستغلال فليس هناك أسوء من أن تعيش او تثق بشخص وتتعامل معه بطيب ثم تكتشف بعد ذلك أنك مخدوعا به . وأنه كان يخونك مع شخص او اشخاص اخرين او انه يستغلك ، واعتقد ان اول ما يمكن ان يصيبك هو فقدان الثقة بالنفس . ومحاولة استرجاع كل الذكريات وانكار الواقع . ومن ثم تبدا مرحلة الغضب والذي يكون نوعان احدهما يتجه للخارج ( على الشخص الخائن او المستغل ) . او وسيلة التعارف ( كمواقع التواصل الاجتماعية ) والذي قد يكون محاولة لتبرير ما حدث بأنه أمر خارج عن إرادتها اذا كانت مستغلة من احدهم او خارج عن ارادة الخائن وهي حيلة نفسية المراد منها إعطاء عذر للخائن من اجل الاستمرار معه . وهناك غضب يوجه إلى الذات – فالمرأة التي خانها زوجها تغضب من نفسها وهي تحاول أن تعرف في نفسها سببا دفعه إلى الخيانة – كأن تلوم نفسها لأنها كانت غافلة عنه – فلو كانت يقظة لما خانها أو تلوم نفسها لأنها ليست مغرية أو تلوم نفسه لأنها كانت سببا لدفعة للخيانه . وبعد الصدمة والغضب يدخل المغدور حالة كآبة وحزن وبكاء ويبدأ باجترار الأيام التي عاشها ويسأل نفسه : هل كانت تلك اللحظات تمثيلا وكذبا ؟ ومنهم من يتخيل أفعال الشريك الخائن مع الطرف الثاني – يتخيله ويحس أنه كان مادة استهزاء فيشعر بالدونية . اذا مررت بكل هذه المراحل وانتهيت منها فالان علينا ان نرتب هذه الفوضوية بطرق عديدة منها عدم وضع اللوم علي امر ما خارجي كالتكنولوجيا مثلا او امراة اخري او بل ان ندرك ان استعداد الخيانه هو امر موجود في الفرد المقابل وان كان في زمن اخر لا توجد به تكنولوجيا لكانت فوضوية الخيانة متواجدة معه لهذا فمن الافضل ان نستفيد من هذه التكنولجيا وعدم الالتفاف لمن سيفسد متعة توثيق لحظات حياتنا او افساد مقدار استفادتنا من مما حولنا . السيكولوجي : ما بين استغلال التكنولوجيا لاهواء شخصية وصداقات جنسية والاستفادة منها في تسهيل امورنا الحياتية وعلاقاتنا الاجتماعية تكمن متعة الحياة . فاطمة خليل النزر اخصائية علاج نفسي عدد القراءات : 46 اخر تحديث : 2013/10/20 - 15 : 01 PM