متابعة - صفاء العبد: يبقى هذا الذي يحدث في القلعة الريانية لغزًا يبحث عن إجابات يمكن أن تفك طلاسمه .. فما جاء في الحديث الذي أدلى به علي سالم عفيفة أمين السر العام ورئيس جهاز الكرة ل"الراية الرياضية" أمس لم يأت بجديد أبدا خصوصًا وأن الرجل لم يكن راغبًا على ما يبدو في الكشف عن أي أسرار يمكن أن تفصح عن حقيقة هذا الذي يجري في فريق يُعد ركنًا أساسيًا من الأركان التي تقوم عليها الكرة العنابية على وجه العموم .. كما أن الرجل اختار أن يكون حديثه دبلوماسيا وميالا للهدوء على العكس مما يحدث خلف الكواليس وبين أوساط جمهور الفريق الذي يقف على سطح صفيح ساخن ليصل إلى درجة الغليان وهو يرى فريقه الكبير ينهار بمثل هذه الطريقة التي دفعت به لأول مرة في تاريخه إلى أن يشغل المركز الثالث عشر وقبل الأخير في البطولة دون أن يتقدم على صاحب المركز الأخير سوى بنقطة وحيدة فقط لا غير .. لا نطلب من علي سالم عفيفة طبعا أن يكشف عن كل الأسرار، ولم ننتظر منه أن ينساق وراء ما يتمخض عن حالات الانفعال لدى العديد من عشاق ومحبي الفريق وكذلك لدى العارفين بمدى أهمية أن يكون الريان معافى ما دام يشكل رافدا رئيسيا ومهما جدا من الروافد التي تغذي العنابي وتمده بأسباب القوة، لكننا كنا نأمل منه طروحات بمستوى التساؤلات لا سيما وأن التساؤلات التي طرحتها "الراية الرياضية" كانت نابعة من عمق الواقع والحقيقة دون زيادة أو نقصان .. وعندما نقول كنا نأمل ذلك فلأننا عرفنا علي سالم عفيفة صريحا باستمرار وشفافا في تعامله مع الحدث وفي علاقاته مع وسائل الإعلام أيضا، لكننا وجدناه هذه المرة وكأنه يسعى إلى تجنب الدخول في تفاصيل لم يعد السكوت عنها أمرا مجديا أبدا .. فقد اختار محدثنا أن يُبقي على بعض الحروف بلا نقاط .. فلا هو شخّصَ مكامن الخلل ولا أعلن عن أي إجراء يمكن أن يلجأ إليه النادي من أجل انتشال الفريق من محنة حقيقية كانت حتى الآن هي العنوان الأبرز في دوري الموسم الحالي .. وعندما نقول "محنة" فتلك هي الحقيقة التي لا يختلف بشأنها اثنان .. إذ لم يحدث في تاريخ النادي كله أن تعرض فريقه إلى اربع هزائم في أول خمس مباريات له في الدوري لينتهي به المطاف في مركز لا يليق به وبتاريخه وبكونه يمثل أحد الأعمدة الأساسية في البطولات المحلية التي سبق أن توج فيها بلقب الدوري سبع مرات وبكأس سمو الأمير ست مرات وبكأس سمو ولي العهد أربع مرات وهي حصيلة لم يحقق ما هو أفضل منها سوى نادي السد فقط .. الحديث باختصار لم يُحمّل طرفا ما مسؤولية ما يحدث للفريق .. فمع أن أمين السر العام يعترف بوجود خلل أدى إلى مثل هذا الهبوط في المستوى العام للفريق إلا أنه ما زال يرى "أن المدرب يؤدي ما عليه" وهو أمر يجعلنا نتساءل .. لماذا يحدث هذا الذي يحدث إذاً ..؟! هل تكمن العلة في اللاعبين .. ؟ الإجابة كلا طبعا .. فالنخبة هذه من اللاعبين هي نفسها تقريبا من جاء للنادي بأغلى كؤوس الموسم الماضي .. كما أن الإدارة هي ذات الإدارة مثلما أن المدرب هو نفسه .. لا نريد أن نتكهن لكننا نتساءل هنا .. هل تشابكت العلاقات حد التوتر داخل صفوف الفريق سواء بين المدرب واللاعبين أو بين اللاعبين أنفسهم بحيث أدى ذلك إلى مثل هذا التراجع والتخبط الذي يغلب على أداء الفريق وكأنه يفتقد إلى الانسجام الذي يشكل الأساس الذي لابد منه لنجاح مهمة أي فريق ..؟ ماذا عن السر وراء كل هذه الإصابات التي تلاحق الفريق بطريقة غير مسبوقة بحيث طالت حتى الآن أعمدة مهمة جدا فيه مثل عبدالله عفيفة وجارالله المري وحمد العبيدي وعبدالكريم سالم والكوري الجنوبي تشو هيونج وأخيرا وليس آخرا موسى هارون ..؟! الذي نعرفه ويعرفه الجميع أن الإصابات عندما تحدث بمثل هذا الشكل فإن ذلك يعني أن هناك خللا في العملية التدريبية كأن تكون هناك زيادة في الحمل التدريبي مثلا أو إشراك لاعبين دون جاهزية بدنية بحيث يؤدي ذلك إلى انتكاسات غير محسوبة كهذه التي نشهدها في الريان اليوم .. والأمر بالتالي يُسأل عنه المدرب طبعا وليس غيره رغم أن الجهاز الطبي يمكن أن يكون مسؤولا أيضا بدرجة أو بأخرى .. ثم لماذا يحدث هذا الخلط الغريب في الأوراق الفنية بحيث لم نشهد للفريق مباراتين فقط بتشكيلة واحدة أو متقاربة على الأقل وخصوصا في الجانب الدفاعي .. أليس المدرب هو من يُسأل عن ذلك ..؟! وأيضا كيف نفسر هذا التراجع في الإمكانات الفردية لبعض اللاعبين الأساسيين مثل حامد إسماعيل وعبدالكريم سالم وحمد العبيدي .. هل هي الإصابات فقط أم ان وراء الأمر ما وراءه ..؟! ماذا عن هذا التراجع الغريب في إمكانات المحترف البرازيلي نيلمار الذي يعرف الجميع أنه لاعب كبير ويتمتع بمهارات عالية سبق وأن كانت سببا في ضمه لصفوف فريق فياريال الاسباني قبل انضمامه للريان ..؟ هل فقد مؤهلاته في غفلة من الزمن أم انه صار لا يطيق اللعب في صفوف الريان لسبب أو لآخر بحيث لم يتمكن من تسجيل أي هدف حتى الآن في الموسم الحالي بعد أن كان ثاني أفضل هداف في الموسم الماضي برصيده الذي بلغ يومها ( 14 ) هدفا إضافة إلى أنه كان أحد أهم عوامل فوز الريان بنهائي كأس سمو الأمير في نسخته السابقة عندما سجل هدف التفوق الأول وتسبب بركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني ليكون بالتالي هو اللاعب الأبرز في ذلك اللقاء الكبير ..؟! لا نريد أن ندخل في تفاصيل أوسع لكننا نقول إن تراجع مثل هذا ، سواء على مستوى اللاعبين كأفراد أو على مستوى الفريق كمجموعة، إنما يتحمل المسؤولية الأكبر فيه المدرب بالدرجة الأولى .. نحن هنا لا نقلل من شأن المدرب الأورجواني أغيري .. فالمدرب هذا كان هو ما قاد الفريق للفوز بكأس سمو ولي العهد قبل موسمين، وهو ما قاده لإحراز كأس سمو الأمير في الموسم الماضي .. غير أن كل ذلك لا يعفيه من مسؤولية ما يحدث للفريق اليوم .. فمن غير المعقول أن نتحدث عن تخبطات في الخيارات الدفاعية للفريق بعد ثالث موسم للمدرب مع الفريق .. ومن غير المعقول أن نقبل بهذا التواضع الذي جعل الفريق يقبل ( 12 ) هدفا في مرماه في خمس مباريات فقط ثم نتحدث عن مشاكل دفاعية .. تُرى، أين المدرب من كل ذلك؟، أليس هو المسؤول عن إعداد الفريق .. ثم ماذا كان يفعل مع الفريق في معسكره الخارجي إذا كان لم ينجح في الوصول إلى الحلول المطلوبة بعد خامس جولة من جولات الدوري ..؟! نقول ، قد ينجح المدرب مع الفريق موسما أو أكثر لكن ذلك لا يمنحه "شيك" الاستمرار في حالات التراجع، ولا يعفيه من مسؤولية مثل هذا الذي يحدث اليوم في صفوف الريان .. نعم، قد لا نؤيد اللجوء إلى التغيير في مثل هذا الوقت المبكر من عمر الدوري .. لكننا لن نقبل أيضا أن يترنح فريق كبير مثل الريان بمثل هذه الطريقة التي لا تُسر أحدا على الإطلاق خصوصا عندما تبدو الملامح وكأنها تشير إلى حاجة الفريق إلى آخر الدواء وهو "الكي" ..!