القاهرة: "أم الراوي"، هو لقبها المعروفة به بين الأهل والجيران، لكنها في ميدان التحرير، تعرف ب"أم الثوار"، شاركت في التظاهرات منذ اندلاع الثورة في 26 يناير، ولم تفتها أية فعاليات إحتجاجية في المرحلة الإنتقالية. ورغم أنها ترتدي النقاب، إلا أن المتظاهرين الذين يعتادون ارتياد ميدان التحرير يعرفونها جيداً، لاسيما عندما تتحدث، إذا لا تخطئ آذانهم صوتها أبداً. ورغم أنها سيدة منتقبة، إلا أنها ترفض حكم الإخوان، وترفض دعواتهم لفرض الشريعة الإسلامية على المصريين، معتبرة أن تحقيق العدالة الإجتماعية أهم من تطبيق الشريعة، ولا يمكن فرضها على شعب يعاني الجهل والفقر. مقبرة الإخوان تعرضت "أم الراوي" للضرب بقسوة أثناء اعتصام ما عرف ب"أحداث مجلس الوزراء"، وهي الأحداث التي تعرضت فيها النساء للضرب والسحل والتعري في ميدان التحرير، في منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، وتقف أم الراوي في ميدان التحرير، إحتجاجاً على حكم الإخوان، بصفة عامة، والإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي بصفة خاصة، وتحمل لافتة كتب عليها "مصر مقبرة الإخوان"، "لا لسلطة الإخوان"، "لا يصلحون للوزارة.. يسقط وزراء قنديل"، "يسقط الشاويش والدرويش". "إيلاف" إلتقت بأم الراوي في ميدان التحرير، وقالت إنها شاركت في الثورة منذ اليوم التالي لإندلاعها في 26 يناير، مشيرة إلى أنها رأت شباباً غيروا مجرى التاريخ في مصر والعالم، أثناء تلك الثورة، وأسقطوا الرئيس السابق حسني مبارك، لأنه كان دكتاتوراً، وأضافت أن الرئيس الحالي محمد مرسي، ليس بأفضل من مبارك، وإذا استمر في السير بطريق الدكتاتورية فإن هؤلاء الشباب سوف يسقطونه أيضاً. كلمة حق ضد مرسي "أم الراوي" ترى أن النقاب زي نساء النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى ضرورة أن يلتزم من يرتديه بقول الحق، وأضافت أنها إنطلاقاً من ارتدائها هذا الزي فإنها تقول الحق ضد حكم الإخوان، ولا تداهنهم على طريقة المنتقبات المنتسبات إلى الجماعة أو إلى التيار السلفي. وأشارت إلى أنها معتصمة في ميدان التحرير من أجل كلمة الحق بوجه الرئيس الإخواني محمد مرسي، لافتة إلى أنه لم يلتزم بالحق، ولم يف بتعهداته للثوار عندما حضر إلى ميدان التحرير قبل توليه المسؤولية في 30 حزيران (يونيو) الماضي، بيوم واحد. طعنة الرئيس وأضافت أن مرسي حضر إلى ميدان التحرير مروراً بشارع محمد محمود الذي وصفته ب"شارع الشهداء"، "شارع عيون الثوار"، وتعهد القصاص لدماء القتلى، والإفراج عن المعتقلين، لكنه لم يفعل، بل وجّه إلى قلبها طعنة قوية عندما منح قلادة النيل إلى المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق، ونائبه الفريق سامي عنان، رغم أنهما جعلا مصر بحرًا من الدماء خلال الفترة الإنتقالية. حسب قولها. ونبهت إلى أنها تعرضت للضرب بقسوة في أحداث مجلس الوزراء في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عندما تعرضت إحدى الفتيات للسحل والتعري على أيدي الشرطة العسكرية، وحرق المصحف الذي كان معها في أحداث لاحقة في ميدان التحرير، عندما حاول الأمن فض اعتصام المتظاهرين. وانتقدت أم الراوي الرئيس مرسي، متهمة إياه بعدم الإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، مشيرة إلى أن من أفرج عنهم هم المعتقلون القدامى الذين كانوا يقبعون في السجون منذ عهد مبارك لعشرات السنين. وأضافت أن السجون المصرية مليئة بالشباب الذين اعتقلوا في أحداث السفارة الإسرائيلية، وأحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، والسفارة السورية التي شهدت أحداثا مرتين في عهد مرسي، وأحداث السفارة الأميركية. ولفتت إلى أنها تتحدث عن علم، لأنها تلتقي بأسر المعتقلين وتتضامن وتتظاهر معهم دائماً، موضحة أن الرئيس لم يفرج إلا عن سبعين معتقلاً فقط من الشباب، في حين أن الأمن إعتقل 600 شاب في أحداث العباسية فقط. كما حملت أم الراوي بشدة على الرئيس مرسي، بسبب تجاهل إعادة هيكلة وزارة الداخلية، ورفضه مقابلة الضباط وأفراد الشرطة الملتحين، مشيرة إلى أنهم يتعرضون لضغوط شديدة. العدالة الإجتماعية قبل الشريعة "أم الراوي" تعتقد أن الإخوان مخطئون في السعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية حسب ما يروّجون، مشيرة إلى أن "الدين المعاملة"، أضافت أن ثورة 25 يناير رفعت شعار "عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية"، موضحة أن العدالة الإجتماعية هي الشريعة الإسلامية، وأضافت أن الرسول محمد في غزواته لم يرفع شعار "تطبيق الشريعة الإسلامية"، ولكنه كان يعلم أصحابه أن "الدين المعاملة"، ولفتت إلى أنها مع الدولة المدنية، لكن إذا تعرض قريب أي مصري للقتل، بالتأكيد سوف يطالب بالقصاص، ولفتت إلى أن دعوات الإخوان والسلفيين إلى تطبيق الشريعة الإسلامية لا تستقيم، لاسيما في ظل انتشار الفقر في مصر، وقالت "لا يمكن تطبيق حد قطع يد السارق في بلد فيها مجاعة". وقالت إن الشريعة لا تقام بين شعب يعاني الجهل كذلك، مشددة على أهمية أن ينتشر التعليم ويعرف الناس مبادئ وأحكام الشريعة أولاً، بدلاً من أن يفاجأوا بتطبيقها دون العلم بها. الثورة ترجع للخلف ودعت جماعة الإخوان الممسكة بالسلطة في مصر إلى ضرورة تحقيق العدالة الإجتماعية وإعادة الأمن والأمان ونشر العلم والقضاء على الفقر قبل الدعوة إلى تطبيق الشريعة، وقالت إن الجماعة حصرت الشريعة في "الجلباب واللحية فقط". وحسب وجهة نظر "أم الراوي" فإن الرئيس محمد مرسي يجب عليه إلغاء الإعلان الدستوري وتحقيق أهداف الثورة، وتطهير القضاء والإعلام والشرطة، من أجل الخروج من الأزمة السياسية الحالية، متهمة إياه بالتسبب بها. وصفت مرسي ب"الديكتاتور"، لأنه حصن قراراته من الإعتراض عليها أمام القضاء، متسائلة: هل هذا أول رئيس للثورة؟"، وأضافت أن الثورة ترجع للخلف على أيدي الإخوان.