تجنبًا للخسائر في صفوفها على يد مجاهدي الضفة .. قائد وحدة "المستعربين" بالجيش الإسرائيلي: نتريث هذه الأيام قبل الخروج لأي عملية كشف قائد وحدة "دوفدفان" الخاصة في الجيش الإسرائيلي، النقاب عن المواقف الكارثية التي تعرضوا لها طيلة سنوات عملهم في الضفة الغربية. القدسالمحتلة (فارس) ونقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن قائد الوحدة الأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، "وحدة المستعربين" قوله:" إن أكثر ما نخشاه أثناء تنفيذ عملياتنا الخاصة في مختلف مناطق الضفة الغربية هو النيران الصديقة أو عملية خطف مجند أثناء أدائه لمهمته". واستعرض الضابط – الذي لم يكشف الموقع هويته - أهم إنجازات وانتكاسات الوحدة الخاصة الإسرائيلية، وسلط الضوء على طبيعة عملها السري. واعتبر أن أكبر كارثة حلّت بالوحدة كانت خلال شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2000م، حين تورطت قواته بكمين مزدوج نصبته لقائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس في الضفة الغربية محمود أبو الهنود، حيث اشتبكت القوات مع بعضها البعض عن طريق الخطأ، الأمر الذي أودى بحياة ثلاثة جنود من خيرة مقاتلي الوحدة. وأشار هذا الضابط إلى أن ما حدث تسبب بإقالة قائد الوحدة في حينه من منصبه، في أعقاب الإخفاق الكبير بالقبض على أبو الهنود أولًا، والمسؤولية عن مقتل الجنود ثانيًا، في تلك العملية التي وصفت ب"الأفشل في تاريخ الوحدة". وحول طبيعة العمل السري في هذه الوحدة الخاصة يقول قائد وحدة "دوفدفان": " هنالك تعليمات صارمة يلتزم بها أفراد الوحدة فال"فيس بوك" محظور، ولا يسمح بنشر أي صورة من داخل أروقة الوحدة أو من خارجها، ويتم فحص تطبيق هذه التعليمات بعناية فائقة، ومن يخالف يعاقب". ويضيف: "لم نكشف وجوهنا يومًا، فالفلسطينيون اليوم يعون جيدًا أهمية الإعلام والصور، لذا فإنهم يسعون جاهدين لالتقاط الصور للقوات أثناء اقتحامها البيوت ويركزون على أخطائنا"، مؤكدًا أن عائلة "المستعرب" لا تعلم عن طبيعة عمله شيئاً؛ فهنالك تعتيم كامل بهذا الخصوص. وتتحرك هذه الوحدة بناءً على معلومات دقيقة ومؤكدةً عن الهدف، كما يقول قائدها، مشيرًا إلى تراجع قواته في إحدى المرات عن القيام بعملية اعتقال ل"مطلوب" بعد تفاجئهم بوجود ثلاثة حراس خارج بيته، الأمر الذي كان سيشعل الموقف. وأشار في هذا السياق إلى أنهم يتريثون في هذه الأيام الحساسة قبل الخروج لتنفيذ عملية، وذلك حتى يحصلوا على معلومات أدق، مؤكدًا أن هذا الأسلوب أثبت جدارته أكثر من مرة، وذلك للوصول إلى الهدف، بأقل الخسائر. وحول ما إذا كانوا يرسلون بلاغًا للسلطة الفلسطينية بدخولهم إلى المدن المختلفة، قال الضابط الإسرائيلي: "على الرغم من معرفة السلطة بدخول قوات المستعربين إلى المنطقة بعد فوات الأوان، إلا أننا لا نبلغ السلطة بدخولنا". وتابع: "لدينا قدرة عالية على الدخول والخروج إلى المدن الفلسطينية، وأعرف أن المدن ملغمة بكاميرات المراقبة وهذا الأمر يثير جنون السلطة و"المطلوبين" على حد سواء، لأنهم لا يتمكنون من معرفة مكان تواجد المستعربين في الوقت المناسب". ورداً على سؤاله حول أكثر الأعوام هدوءاً أجاب الضابط الإسرائيلي،:" العام 2012 كان هادئاً بامتياز، ومع صفر قتلى من جانبنا يعتبر ذلك انجازاً للجيش و"الشاباك". ولفت إلى أنه "بدأ يلحظ تململاً في العام 2013م، فهنالك ازدياد في الرغبة لتنفيذ العمليات"، موضحًا أن "التنظيمات الفلسطينية تسعى لتقوية نفسها في الضفة فضلًا عن إشارته للترابط الكبير بين غزة ومناطق الضفة". / 2811/