صحف الإمارات / إفتتاحيات. أبوظبي في 29 أكتوبر / وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية.. بالتحديات والأزمات والصراعات الداخلية الخطيرة التي تواجهها الأمة العربية..إضافة إلى الوضع في اليمن وما تشهده من بذور فتنة في محافظة صعدة بجانب مساعدات دولة الإمارات الإنسانية والاقتصادية والتنموية الداعمة للأشقاء والأصدقاء. وتحت عنوان " عصر الإنحطاط " أكدت صحيفة " الخليج " أن الأمة العربية تعاني حاليا أعتى وأقسى ظروف الانحطاط التي مرت بها عبر تاريخها وأكثر بكثير من عهود الانحطاط التي امتدت طويلا منذ سقوط بغداد بيد المغول وحتى العهد العثماني أي ما يقارب الستة قرون . وأضافت أن ما تحفل به العديد من الدول العربية من أزمات وصراعات داخلية طاحنة وما تتعرض له من ظروف عصيبة أخطرها الوحش المذهبي الذي ينهش جسدها والجماعات التكفيرية الإرهابية المسلحة وحروب الآخرين على أرضها والضعف المستشري في جسدها وفقدانها المناعة القومية والوطنية كلها عوامل تؤدي إلى تفككها وتفتيتها. وأشارت إلى أن ما يحدث هو تماما كما كان حالها في أيام حالكة السواد عصفت بها أيام المغول والمماليك والعثمانيين حيث سادت ثقافة الانحطاط الشاملة وتراجعت القوة الحضارية العربية والإسلامية كما وهنت البنى الفكرية عن الإبداع وكثرت الانقسامات وضعفت العقيدة وظهرت البدع وصنوف الشعوذة .. وتسللت الشعوبية إلى صفوف الأمة وخضعت إلى سلطة وحكم أقوام لا يمتون بأية صلة لتاريخها وثقافتها . وقالت إن هذه المأساة تتكرر اليوم بأبشع صورها حيث تتكالب القوى الإقليمية والعالمية على المنطقة وتتصارع على أرضنا وبشعوبنا وتتحول دولنا إلى مزق ونتف وتكتوي بنار الإرهاب الذي جاؤوا به من أصقاع الدنيا حاملا معه أفكارا من كهوف التاريخ السحيق وقيما سقيمة لا علاقة لها بديننا الإسلامي السمح بل هي تشوهه وتعتدي عليه. وأوضحت أن المشهد العربي لم يكن في يوم من الأيام كما هو عليه اليوم حالكا متفككا ومشوها وداميا وصورته تتجلى في كل ساعة في عمليات تقتيل وتدمير وتذبيح وتهجير قل مثيله حتى في العصور الغابرة ويتكرر في أكثر من مدينة وبلدة وقرية وساحة على امتداد الوطن العربي حيث تمتهن كرامة الإنسان ويسلب حقه في الحياة في أهون سبيل . ورأت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن هذه مرحلة انحطاط جديدة أكثر مرارة وقتامة والأكثر مرارة أننا كعرب لسنا ضحاياها أو شهودها فقط إنما نحن شركاء فيها عن سابق قصد وتصميم . من جانبها حذرت صحيفة " البيان " من خطورة ما يشهده اليمن من إذكاء للصراع المذهبي في شماله..مشيرا إلى أن هذا البلد يمر الآن بأحرج الأوقات وأكثرها حساسية فهو يعبر نحو المستقبل باحثا عن توافق على دستور يؤسس لديمومة السلام لا اختلاق حروب واحتراب ونزاع. وتحت عنوان " اليمن والبحث عن التوافق لا الإفتراق " أكدت أنه رغم ما يتردد عن سيناريوهات لتقسيم اليمن إلا أن الإرادة والتوافق هما طوق النجاة لمن يحاول أن يدفع بسفينة البلاد إلى بحر الظلمات بحر التشظي والافتراق. وقالت إن ما تردد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بذور فتنة في محافظة صعدة فتنة مذهبية فتنة قبلية فتنة مناطقية مرفوض بل تجب مواجهته بحزم. ونبهت إلى ضرورة أن تكون الحكومة اليمنية في قمة الانتباه لمن يحاول تعكير أجواء ما أفرزه الحوار الوطني من توافق وإن كان بطيئا وعلته الاعتراضات إن كان البعض يراها عيبا ورغبة في التسويف..مشيرة إلى أن الوجه الآخر يعبر عن حيوية في الحوار وإعطاء فسحة من احترام لكل المواقف مهما تباينت وتعارضت وهذا هو هدف الحوار. وطالبت الصحيفة الحكومة بالتعامل بلا هوادة مع أي طرف يحاول فرض أجندة خاصة به على الآخرين فما بالنا بمن يحاول تطبيق أجندة خارجية لا تريد الخير للمنطقة ولا يمكن الوصول إلى هذه الغاية إلا ببسط الدولة هيمنتها على كل رقعة في اليمن وعدم إفساح الفرصة أمام البعض لغيجاد كانتونات قبلية أو سياسية أو مناطق لهذه القوة الإقليمية أو تلك. وأكدت أن مشكلة اليمن هي مشكلة العرب جميعا في هذا الوقت العصيب فغياب التنسيق الجدي وضياع مركز الفعل العربي المؤثر سمحا لبعض التدخلات الإقليمية أن تتسلل إلى جسد الأمة وأن تعبث بمكوناتها خدمة لمصالحها الخاصة بمعزل عن مصلحة أهل اليمن وغيره من الدول العربية التي تعاني من هذه التدخلات. وشددت " البيان" في ختام افتتاحيتها على ضرورة التيقظ لمثل هذه المخططات التي لا ينبغي عزلها عما يجري من عقد صفقات بين هذا الطرف أو ذاك لأن أصحاب الصفقات لا يهمهم مستقبل وحاضر الدول العربية بقدر اهتمامه بأوراق تحسن موقعه على طاولة المفاوضات. وتحت عنوان " العلاقات الإنسانية البديلة " قالت صحيفة " الوطن " إن العلاقات مع الدول كانت أكبر مرآة لقيم المجتمع الإماراتي..وأفضل تعبير عما تكنه الإمارات لشعوب العالم جميعا..وقد تجسدت تلك المعاني في نهج المساعدات الإنسانية والاقتصادية التي تقدمها الدولة إلى الأشقاء والأصدقاء وهم يشكلون كل دول العالم. وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعرف في العالم بأنها دولة العطاء والكرم والتضامن والتعاون والأمن والسلام..وكلها قيم استطاعت قيادة الدولة الحكيمة أن تحفرها في وجدان الشعوب في مختلف دول العالم..فما أن يذكر اسم الإمارات تبرز أوصاف الكرم والتسامح والبناء وما أن يذكر قادة الدولة تسمو المعاني إلى أرفع درجاتها..لافتة إلى أن هذه الهوية الإماراتية التي تستمد من القيم كافة متأصلة في التكوين الوطني الإماراتي فتماهت الصفات بالمعاني بالرموز..وتجسدت تلك الهوية في علامات وأعمال وعلاقات ومشاعر وتصورات ورؤى وإبداعات قادتها الدولة في مختلف المحافل ومختلف النشاطات ". وأكدت أنه على ضوء تلك المبادئ والقيم ترسخت علاقات الدولة بإنسانيتها مع دول العالم وكان من أهم عناصر رسوخ هذه العلاقات ما تقدمه الدولة من مساعدات إلى دول شقيقة وصديقة دون من ولا أذى..مع الجميع عربا ومسلمين وغير مسلمين..فالإنسانية توحد البشر ولا تفرقهم إلا الحروب والصراعات والأحقاد والحسد والطمع..فنفت الإمارات عن نفسها كل تلك الأوصاف البغيضة وزرعت في دواخلها وعقلها ووجدانها الأوصاف والقيم الكريمة والنبيلة..وكان العطاء والكرم أول تلك القيم التي تزرع في النفس المحبة والتراحم والتلاحم والاحترام..فجاءت المبادرات والمكرمات والتوجيهات السامية لتحول تلك القيم إلى مشروعات ذات منافع للأشقاء والأصدقاء . ونوهت " الوطن " بما أعلنته إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن بدء تنفيذ / 21 / مشروعا تنمويا جديدا في جمهورية باكستان الإسلامية بتكلفة وقدرها /184/ مليونا و/ 200 / ألف دولار أمريكي..وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بدعم ومساعدة أبناء الشعب الباكستاني والمساهمة في تطوير مناطقه ومدنه وتزويدها بالمرافق التنموية الحديثة وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع في مجالات الطرق والجسور والتعليم والصحة والمياه..مشيرة إلى أن هذه المشاريع تمثل بداية المرحلة الثانية لخطة عمل المشروع الإماراتي وهي مشاريع تنموية تستهدف استكمال البنية التحتية وتوسيع نطاق التعليم والخدمات الصحية والمياه. وقالت في ختام افتتاحيتها أنها روح الإمارات ونهجها في التعامل مع الأصدقاء والأشقاء وهو المرحلة الراهنة في إطار العلاقات بين الدول بعد ما شهدته المراحل الماضية من صراعات وحروب خربت ما كان عمرانا ودمرت ما كان مشيدا..فالعلاقات البديلة التي ترسخ مفاهيمها دولة الإمارات بالمثال الحي هي علاقات أخوة وصداقة وبناء وليست علاقات مبنية على استراتيجيات وأطماع ومخططات ومؤامرات. خلا / عب / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/عب/ز ا