حضرموت الغنية بإرثها التاريخي والحضاري وهجرة أبنائها لنشر الإسلام وثقافة الحب والتسامح في مختلف بقاع العالم المحافظة الذي أنجبت نخبة من العلماء والمثقفين والمبدعين كأمثال عبدا لرحمن بن عبيدا لاه وصالح بن علي الحامد وعلي أحمد باكثير وابوبكر بن شيخ الكاف وحسين أبوبكر المحضار وأبوبكر سالم بلفقية والكثيرين الذي لا يتسع المجال لذكرهم المحافظة الذي يتميز أهلها بروح التعاون والتكافل الاجتماعي المسالمين بطبيعتهم وتكوينهم من منطلق احترامهم لأحكام الشريعة الإسلامية والقيم الرفيعة والأخلاق العالية تشهد في هذه الفترة الزمنية العصيبة من تاريخها هجمة شرسة وانفلات امني غير مسبوق مع مظاهر وجود إعداد كبيرة من المسلحين من خارجها متزامناً مع حلقات متواصلة لمسلسل الاغتيالات والحوادث الإرهابية المتلاحقة المخالفة لقيم وأخلاقيات مجتمعنا التي أسفرت عن حصد أعداد كبيرة من الكوادر الأمنية البريئة الحضرمية ، فما يقارب من عشرين كادراً تم اغتيالهم خلال شهرين وما يزيد عن ثمانين كادراً خلال عامين وكان أخرها حادث اغتيال العقيد المتقاعد الخلوق محمد عبدا لله الحبشي مسئول البحث الجنائي سابقاً تلك الحادثة التي هزت مشاعر أبناء المحافظة بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم . أن ما يحدث في هذه الفترة يثير كثير من التوجس والريبة بين الأهالي لاسيما مع تكرار الحوادث التي اعتاد النظام من خلالها إلى رفع شعار الإدانة والشجب ونسبها إلى ما سمي بالقاعدة والوعود المتكررة بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة دون الإفصاح عن أي نتائج كلام وتصريحات جوفاء لا معنى ولا قيمة لها تستخدم كجرعات مهدئة تؤكد شلل الدولة وعجز الحكومة وفشلها الذريع في تحمل مسئوليتها الكاملة تجاه أهم القضايا المصيرية والحيوية ذات الارتباط المباشر بأمن وسلامة المواطن في الوقت الذي نجدها تبدع في فرض الضرائب العالية على كاهل المواطن وعجزها عن حمايته ؟ الكثير من الأسئلة تلاحقنا وتضع نفسها بشدة عن الأهداف الخفية ومن خلفها وعن دور الأجهزة المعنية بحفظ الأمن ومكافحة الإرهاب في الوقت الذي نشهد تواجد غير مسبوق لمختلف الوحدات العسكرية في المدن والتجمعات السكنية فضلاً عن النقاط الأمنية المنتشرة على طول البلاد وعرضها كفيلة بالوصول سريعاً إلى موقع الحدث وضبط مرتكبيه فيما لو وجد التنسيق والنوايا الصادقة المستمدة من الإدراك بأمانة المسئولية والحرص على تنفيذ المهام الأمنية بأكمل وجه لاسيما وقد كان معروفاً لدى الكثير من المتابعين أن بعض الحوادث تقع على مقربة من تواجد بعض الوحدات العسكرية وذلك ما يؤكد علمهم بالحدث فور وقوعه دون أن يحركوا ساكنا وكأن من أقدموا على تلك الأفعال والجرائم أشباح لا وجود لهم ؟ أم أنهم محميين من جهات مسئولة أو مراكز قوى وهذا ما تشير إليه كثير من الشواهد التي يكاد إن يجمع عليها الكثير من المهتمين والمتابعين . فما معنى وقيمة المسئولية وذلك التواجد العسكري الكبير والنقاط الأمنية المنتشرة وهذا ما ولد لدى البعض جملة من الاستفسارات وطرح المزيد من الأسئلة وقد يكون البعض محقاً في طرحها أهمها من المسئول ؟ وما هي الدوافع ومن خلفها... وأين الدولة من جراء ما يحدث من حوادث واغتيالات على مراء ومسمع من الجميع ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد بعد أن رفع صوت أبناء الجنوب عالياً للمطالبة بفك الارتباط ورفض الوصاية المفروضة في التحكم بثروته وأراضيه من النافذين في صنعاء ليتحول الجنوب إلى مسرح إحداث متلاحقة ؟. أن ما تشهده محافظة حضرموت من انفلات أمني ومؤامرة تستهدف الكوادر الأمنية الحضرمية يستشعر أبنائها بالخطر يداهمهم وأن هناك أيادي خفية تعبث باستقرار المحافظة الأمني باتجاه تنفيذ أجندة حزبية ومصالح سياسية واقتصادية لمراكز القوى تسعى لتشتيت وحدة الكلمة وإضعاف الصف وفرض الوصاية لاسيما بعد المواقف الذي تجلى بها أبناء حضرموت خلال فترة الأزمة الماضية التي مرت بها البلاد واستطاع أبناء حضرموت أن ينئوا بأنفسهم عن أي خلافات بين مراكز القوى في الشمال ليأتي الرد سريعاً بتصدير الحوادث الأمنية والإرهابية المفتعلة وهذا ما يستدعي إلى وقفة جادة ومسئولة من جميع أبناء الحافظة بمن فيهم رجال الدين والسياسة والمثقفين وجميع الأحزاب والفئة الصامتة من منطلق الانتماء للمحافظة قبل الولاء للأحزاب لتدارس أسباب تلك الظواهر الإرهابية ودوافعها وتعرية من خلفها بتكاتف الجميع دون استثناء للبحث عن المعالجات العاجلة بدلاً من الاتكال على الدولة وحكومة المحاصصة الفاسدة والعاجزة ويكفينا من جرعات ومسكنات عبر وسائل الإعلام الرسمي عن خطط الانتشار الأمني وما تطالعنا به من برامج عبر الشاشة الصغيرة فلسنا بحاجة إلى ندوات وبرامج وأقوال بقد رما نحن بحاجة إلى أفعال تقينا شر الإرهاب والمنتسبين إليه . آن الأوان ليفوق الجميع من سبات نومهم ويتركون خلافاتهم جانباً لرفع الصوت عالياً ( لا لسفك دماء الأبرياء نعم للآمن والاستقرار ورفع الوصاية وإزالة كل المظاهر المسلحة من حضرموت ) . حسبنا الله ونعم الوكيل . هذا والله من وراء القصد