بقلم/ عباس سفيان لقد أبى أكتوبر في ذكراه الخمسين إلا ان يربط مليونيته المقامة في العاصمة عدن بجبال وقمم ردفان ويذكر المشاركين والمشاهدين من شعب الجنوب بان ثورة أكتوبر هي ردفان،رجالها، ترابها،جبالها، قممها،ردفان بكل ما فيها. أبى اكتوبر في ذكراه الخمسين إلا أن يجعل من قلوب وأرواح واعين شعب الجنوب المحتفل في العاصمة عدن تتجة نحو قبلة الثائرين وارض الثوار المناضلين ومفجري ثورة أكتوبر الأولى نحو ردفان الثورة والشهادة والعزة والفدائيون كان هذا الرابط الاكتوبري مأساوي ودخيل على ثورتنا ونادرا الحدوث ولا يمكن توقعه ولا يخطر على قلب بشر. ولكن أكتوبر آبى القضاء والقدر وكان العامل الذي عزز الآبئ الاكتوبري بطريقة دخيلة على شعب الجنوب ولم ولن يستطيع استيعابها احد حتى الان. لم نستطع ان نتخيل بان يأتي عزرائيل متقمص أجساد اناس جنوبيين مشاركين في المليونية ..والذي لم نستوعبه ايضآ هو استخدام عزرائيل ايادي جنوبية كانت حاضرة في عيد اكتوبر الخمسين لانتزاع روح الشهيد محمد صالح صلحي الردفاني . لقد سالت دمائك شهيد الجنوب صلحي لتروي بها ساحة العروض..الساحة التي أقيمت عليها مليونية الاستقلال او الموت بدون سبب يذكر وان وجد السبب فان الغالبية العظمى من شعب الجنوب لم ولن تستوعبه مهما كان. شهيدنا صلحي لم تستشهد لأجل المنصة كما يريد البعض ان يسميك بشهيد المنصة،ولم تستشهد لأجل الميكرفونات،ولم تستشهد لا منصب قيادي في الثورة السلمية الجنوبية،بالمختصر المفيد لم تسقط دمائك لأجل مصلحة او هدف شخصي... ولكن شهيدنا سالت دمائك وانتزعت روحك لأجل وطن محتل ومستباح أسمة الجنوب، سقط شهيدا لأجل مشروع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وتوفير الحياة الكريمة لشعب الجنوب..سقطت شهيدا دفاعا عن الهدف الذي حملة شعب الجنوب وناضل لأجل تحقيقه..سقطت شهيدا دفاعا على الهدف الذي لونه آلاف الشهداء بدمائهم الزكية ودفعوا أرواحهم الطاهرة ثمنا لتحقيقه . ان شجرة الحرية لن تنبتها الإمطار ولا الأفكار ولكن تنبتها الدماء الزكية وتنميها الأرواح الطاهر فدمك وروحك شهيدنا صلحي سفكت لأجل إنبات هذة الشجرة إلى جانب الآلاف من شهداء الجنوب. شهيدنا صلحي لم ولن يذهب دمك هدرا وان كان قاتلك غير واضح إلى الآن الا ان دمائك الزكية ستعيد رسم خارطة الثورة السلمية الجنوبية بما يكفل استعادة الوطن المحتل .. شهيدنا صلحي في شهادتك رسالة للمكونات الجنوبية تناديها وتلزمها بالاتفاق والتوحد على هدف التحرير والاستقلال باي شكل من الاشكال،وفيها دعوة للقيادات تطالبهم بالتنازل لبعضهم البعض من اجل الجنوب ودماء الشهداء واعادة الانطلاق بالثورة السلمية التحررية باتجاة هدفها على قاعدة ان الجنوب يتسع للجميع. شهيدنا صلحي أنت اول شهيد جنوبي يسقط في ساحة نضالية جنوبية يحتشد فيها مئات الآلاف من أبناء الجنوب وتسقط شهيدآ في وسط اهلك وشعبك وبما اننا تعرفنا انك سقطت لحماية مشروع الاستقلال الا اننا ومئات الالاف من الجنوبيين المشاركين لم نتعرف على قاتلك الذي لايمكن ان نستبعد الاحتلال اليمني وعناصره من تحمل المسؤولية والذي يستغل الخلافات والتباينات لدس عناصره في صفوفنا لتنفيذ مثل هذة العملية الإجرامية ..آلا اننا نحمل مكونات وقيادات الثورة الجنوبية المسؤولية فخلافاتهم كانت القاتل الخفي للشهيد صلحي والتي باستمرارها ستجعلنا نعايش ونشاهد سقوط الشهيد تلو الشهيد من وسط صفوفنا في احتفالات ومظاهرات ومناسبات قادمة ...فالحذر الحذر ياشعب الجنوب ومكونات وقيادات الجنوب التحررية ان يتوسع شرخ الخلافات والتباينات وعليكم ان تجعلوا من دماء شهيدنا محمد صالح صلحي الردفاني الذي سقط ضحية بسببها خارطة طريق للاتفاق والتوحد فيما بينكم وحفاظا على شعب الجنوب من مكائد الاحتلال اليمني وعناصره والتي تستغل من هذه الحوادث لضرب الصف الجنوب لإطالة أمد بقائه على ارض الجنوب. شهيدنا صلحي على الرغم من شدة الالم والحسرة التي تعتصر قلبونا على فرقاك ألا إننا نراء في شهادتك عبرة ونفعه لشعب الجنوب ومكوناته وقياداته لمد جسور الاتفاق والتفاهم والتوحد لقطع الطريق على الاحتلال من أثارت الفتن والنعرات بين شعب الجنوب. شهيدنا صلحي ندعو الله ان يرحمك ويغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وان يبعثك من الصديقين والشهداء والصالحين آمين يارب العالمين.