فيما يلي وقفات مع معاناة قارئ صحف عربي: ونحن نصعد إلى ثلاثين ألف قدم، جاءتنا صحف الصباح. كنت بصحبة شخصية هامة. اختار هو صحيفة، واخترت أخرى. قال وهو يعدل نظارة القراءة: سنقرأ العناوين وضحك. فهمت أنه عنى (كورسْ) القراءة الذي حضره قبلي بزمن بعيد، وفيه فصل عن كيفية قراءة الصحف. ابتسمتُ وهززت رأسي موافقاً. لما عُيّنتُ في وظيفة قيادية، أصبحت تأتيني سبع صحف يومياً. كنت أقضي الساعات الطوال، بعد العمل، لقراءتها. كانت حقاً معاناة كبيرة. منها اكتشفت حبي لصحيفة، وكرهي لأخرى على أسس المهنية والتطور والكُتّاب. لم أتعلم وقتها القراءة السريعة. بل كنت أقلّب كل كلمة. وأتعثر في كل سطر. ذات يوم قبلها، طلب مني رئيسي المباشر بأن ألخّص تقريراً من (250) صفحة لرئيسنا الكبير، في تقرير قصير. لخصته في ثلاث صفحات. قال: أريد تقريراً "للتنفيذيين"، اختصرْه. فعدت إليه بصفحة ونصف. قال: هذا طويل. اختصر منه. قلت: لا أستطيع، لو فعلت لأصبح غير مفهوم. قال: يجب أن نعلمك إذن كتابة "الملخص التنفيذي". ثم قام باختصاره في أقل من نصف صفحة، وأرفق به التقرير الطويل، فتمت الموافقة عليه. فلما تعجّبتُ قال: هؤلاء ليس لديهم وقت لمعاينة التفاصيل المملة. المعلومات اليوم فلكية، ووقت القراءة المتاح قليل، فقامت الصحف المتطورة بمساعدة قرائها، بإعداد ملخص "تنفيذي" للخبر. كثير من صحفنا لم يسمع بهذا. فمنذ أيام قرأت موضوعاً هاماً في صفحتين كاملتين بالبنط الدقيق في عشرين دقيقة. لقد جمعوا المادة، ووضعوها بشكلها الخام، بلا عناوين، وبلا تلخيص؛ وسلبوا وقتي. قراءة العناوين تعني: قراءة العنوان والملخص بتركيز، والمرور السريع على المادة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain