بعد كل ما حدث ولا زال يحدث في الشارع المصري، هل لازال كرسي الرئاسة مطمحاً أمام كل من يرى نفسه مؤهلاً لقيادة مصر؟! الإجابة في هذه الحالة تخضع لتحليلاتٍ شتى، تضيق لشرحها المساحة، كما لن يرضى عنها الكثير من الطامحين للوصول إلى هذا الكرسي الساخن لقيادة أكبر دولة عربية ذات ثقل سياسي وعسكري وإرث حضاري، وأكاد أُجزم بأن ذلك النجم «السيسي»؛ ليس من بين أولئك الطامحين، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي تشهد انقساماً جماهيرياً حاداً حتى في البيت الواحد، فالمرحلة المقبلة والصعبة في آن، تحتاج إلى رجل قوي يتولى حقيبة «الدفاع»، يُمكِّن الرئيس المقبل الذي يختاره الشعب من مباشرة مهامه في جو آمن، ويدير شؤون البلاد بكل سلاسة، لاسيما وأن الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد أعلن بأنه سيبقى بمنأى عن شؤون الدولة، ولعله قد أدرك بثاقب بصيرته؛ مدى الانقسام الحاد بين الليبراليين واليساريين، الأمر الذي يُنذر بالانفجار –لا سمح الله- في أي لحظة، رغم أن حملة «كمّل جميلك» التي يعمل بها شباب وليبراليون قد جمعت 15 مليون توقيع تطالبه بالترشح. حينما لبَّى «عبدالفتاح السيسي» رغبة الشعب المصري الذي خرج بالملايين، مطالباً بإسقاط نظام «مرسي»، كان مؤمناً بأن رسالة المؤسسة العسكرية هي في الوقوف إلى جانب الشعب وليس القيادة، لاسيما وأنه قد لمس هزال مؤسسات الحكم، ووجود حالة من عدم الرضا والسخط على النظام القائم، هذا إلى جانب التباين الواضح ما بين القيادة السياسية وبين الأحزاب المعارضة، وفعل ما يمليه عليه واجبه، ومع ذلك لم يُنصّب نفسه رئيساً، بل حافظ على تطبيق الدستور، وعين رئيس المحكمة الدستورية كرئيس مؤقت.. يدرك ذلك كل من قرأ بحثه الذي قدمه عام 2006 وكان بعنوان «الديمقراطية في الشرق الأوسط»، الذي تناول خلاله تأثير الديمقراطية على بلدان الشرق الأوسط، ومما جاء فيه «بأن قوات الأمن تحتاج إلى تطوير ثقافة الالتزام والولاء للبلاد وليس للحزب الحاكم». حينما يطالب البعض بعدم ترشُّح «السيسي» للرئاسة ليس لأنهم يعدونه غير كفؤ لملء الفراغ، بل لأن بقاؤه كوزير للدفاع من شأنه أن يحافظ على استقرار البلاد، ويحرسها داخلياً وخارجياً، كما يُقوِّي من شوكة القيادة المقبلة التي ستضطلع بقيادة مصر وتنتشلها مما هي فيه، فهناك تحديات وصعوبات تنتظرها الحكومة المقبلة، يُخطِّط لها الأعداء، وليس لها إلا «السيسي». [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain