تقديراً للالتزام الثابت الذي توليه دولة قطر في مجال التنمية البيئية، تمت دعوة المهندس جاسم تلفت، المدير التنفيذي للمجموعة في الإدارة العامة للمشاريع الرئيسية والإدارة العامة للمرافق في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لمشاركة خبرته في "المعرض والمؤتمر الدولي للأبنية الخضراء 2013′′، الذي عُقد بمركز مؤتمرات بنسيلفانيا، في فيلادلفيا بالولايات المتحدةالأمريكية، يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2013. ويعتبر هذا الحدث أحد أكبر المؤتمرات الدولية للمباني الخضراء في العالم، ويتم تتظيمه من قبل مجلس المباني الخضراء الأمريكي، ويحضره أكثر من 30 ألف زائر، ومشاركة متحدثين مرموقين، وخبراء دوليين في جميع القطاعات المرتبطة بصناعة البناء، من مختلف أنحاء العالم. وعلى هامش المؤتمر، تلقت مؤسسة قطر درعاً خاصاً من السيد ريك فيدريزي، مؤسس ورئيس مجلس المباني الخضراء الأمريكي ورئيس المجلس العالمي للمباني الخضراء، وذلك تقديراً لحصول المؤسسة على 12 شهادة بلاتينية "LEED" عن نظام الريادة في تصاميم الطاقة والبيئة، من قبل المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء. وبذلك، يصبح موقع مؤسسة قطر الأكبر من حيث عدد المباني الحاصلة على شهادة المجلس الأمريكي البلاتينية LEED من هذا النوع في العالم. وضمن فعاليات المؤتمر الدولي، شارك المهندس تلفت في جلسة تثقيفية، تحت عنوان "الاستثمار الرؤيوي: دراسة لتخطيط المدن في باريس والدوحة"، قدّم خلالها شرحاً مفصّلاً لخطة مؤسسة قطر النموذجية الطموحة، التي تم تصميمها بشكل يخدم تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. وركّز المهندس تلفت، من خلال العرض التوضيحيي الذي قدّمه، على الدور الكبير الذي تلعبه المباني والمراكز المنشأة بمؤسسة قطر، في التقليل من تأثير الانبعاثات الكربونية، عبر الاستعانة بالتقنيات المبتكرة والمستدامة. كما قدّم نظرة عامة لأنظمة إدارة النفايات المعتمدة، عارضاً استراتيجية المؤسسة الإستثنائية لإنشاء أنظمة تنقل خضراء مستدامة. وقال تلفت: "تخطط مؤسسة قطر لتنفيذ نظام نقل عام متكامل، يقوم على السكك الحديدية الخفيفة، والدراجات الكهربائية "e-bike". وهو نظام يقوم على استخدام تقنية عالية، لم يتم استخدامها بشكل تجاري سابقاً". وأضاف: "يتميز هذا النظام بالاعتماد على الطاقة الكهربائية بشكل كامل، وهو يتألف من مقصورات يتم إعادة شحنها عند وصولها إلى المحطات المحددة، قبل متابعة الرحلة. ومع اكتمال النظام المتوقع عام 2015، سيكون بإمكان الطلاب والموظفين العاملين في مؤسسة قطر ركن سياراتهم في المواقف الكبيرة المخصصة لذلك، واعتماد هذا النظام للتنقل بين مختلف مباني ومنشآت المدينة التعليمية". وأشار تلفت إلى أن الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه مؤسسة قطر هو تثقيف المجتمع حول أهمية الاستدامة، والسعي نحو حياة أكثر اخضراراً، قائلاً: "من هذا المنطلق، تم بناء المدينة التعليمية بهدف تقليل الأثر البيئي للبناء، وتقديم مبان عالية الأداء لكن منخفضة لناحية استهلاك الموارد البيئية، كالمياه والطاقة. لذلك، نجد أن الحرم الجامعي بني بشكل يوافق أعلى المعايير البيئية والمعيشية للطلاب والعاملين". كما شدد على أن الخطة النموذجية لمؤسسة قطر يتم تحديثها وتطويرها بشكل مستمر، للتمكن من تطبيق أعلى مقاييس الاستدامة، مع أرفع معايير الهندسة المعمارية. علماً أن الخطة الأساسية لإنشاء كل المباني الجديدة قد لحظت الاستعانة بأحدث الابتكارات التقنية، لضمان أن يراعي التصميم المعايير البيئية العالية التي تلتزم بها مؤسسة قطر، وذلك ضمن جهودها للمساهمة في دعم مسيرة الدولة في التحول نحو اقتصاد المعرفة. وشرح تلفت: "تسعى مؤسسة قطر، دائماً، لمنح الأولوية للتنمية البشرية، من خلال تعريف الجيل الشاب بممارسات التنمية المستدامة. وعبر إنشاء سكن طلابي وحرم جامعي صديق للبيئة. نهدف إلى إشراك المجتمع الطلابي بمعايير الإهتمام بالبيئة، والاهتمام باستدامة مواردها"، مضيفاً: "لقد زوّدنا السكن الطلابي بنظام مراقبة خاص بكل وحدة سكنية، لمساعدة الطلاب على توفير استهلاك الطاقة والمياه، وتشجيعهم على تبني الممارسات البيئية المستدامة". وحتى الآن، نجحت مؤسسة قطر في تنفيذ جزء مهم من خطتها الطموحة لخلق مستقبل بيئي مستدام. ومدفوعة بحرصها على ترسيخ مكانتها الدولية كمدينة تعليمية صديقة للبيئة، ونجحت في إنجاز المشروع السكني الجامعي الوحيد في العالم الحاصل على الشهادة البلاتينية "LEED" عن نظام الريادة في تصاميم الطاقة والبيئة من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء. وخلال أقل من عشر سنوات، نجحت مؤسسة قطر في تكريس موقعها كجهة رائدة في تبني الهندسة المستدامة والمباني الخضراء. ومن ضمن التزامها بخططها الرامية لتكون أحد أكبر المجتمعات المستدامة في العالم، جاء إنجاز الحرم الجامعي، الذي جمع في تصميمه بين التميز الهندسي، ومعايير الحفاظ على البيئة، واستدامتها. يُشار إلى "المعرض والمؤتمر الدولي للأبنية الخضراء 2013′′ شهد عقد أكثر من 100 جلسة، بمشاركة متحدثين ذوي شهرة عالمية. وقد أقيمت ورش عمل خاصة بنظام الريادة في تصاميم الطاقة والبيئة "LEED"، بالإضافة إلى محاضرات تثقيفية. كما بادر المشاركون إلى زيارة مواقع الأبنية الخضراء المحلية في المنطقة. وكانت قائمة المتحدثين في الدورة الماضية للمؤتمر قد شملت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، بالإضافة إلى الأسقف الجنوب أفريقي ديزموند توتو، حامل جائزة نوبل للسلام لعام 1984.