براقش نت – متابعات:يعاني إخوان مصر هذه الأيام من أثر صدمة جديدة وهي تخلي الولاياتالمتحدة الأميركية عنهم بعد الدعم الذي أحاطتهم به بدءا بوصولهم إلى سدة الحكم ووصولا إلى ما بعد سقوطهم في الثالث من يوليو الماضي، ويضاف إلى ذلك انكشاف علاقتهم بالعمليات التفجيرية والاغتيالات. واستغربت جماعة الإخوان المسلمين في مصر تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي قال فيها إن ثورة 25 يناير المصرية «سرقت من جانب جماعة الإخوان المسلمين». وتأتي تصريحات كيري ورد الفعل الإخواني، بالتزامن مع الكشف عن أوراق رسمية من محضر كان أعده المقدم محمد مبروك الذي تم اغتياله منذ أيام من قبل جماعة أنصار "بيت المقدس" المتشددة حسب زعمها. وقال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين، في تصريح صحفي، الجمعة، إن «وكالات الأنباء تناولت تصريحا غريبا لكيري ادعى فيه أن الإخوان المسلمين سرقوا ثورة 25 يناير». وأضاف «من الواضح للعيان للوهلة الأولى أمام حقائق الأحداث ومواقف التاريخ أن هذا التصريح يلوي عنق الحقيقة ويتغافل عن حقائق الأحداث المسجلة ليس عن طريق الإخوان وحدهم وإنما عن طريق خصومهم كذلك». وتابع «ليت السيد كيري يكلف أحدا من مساعديه ليقرأ له الصحف الحكومية المصرية منذ 25 يناير وحتى سقوط (الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك) ويطلب من مساعديه أن يترجموا له لقاءات تليفزيونية لكثير من الليبراليين المصريين الذين أجمعوا في حينه على أنه لولا بسالة الإخوان وصمودهم يوم موقعة الجمل لفشلت الثورة». وكان كيري قال يوم الأربعاء الماضي إن الثورة المصرية في عام 2011 أطلقها شباب لا تحركهم أهداف أيديولوجية لكنها «سرقت» من جانب جماعة الإخوان المسلمين. وأردف «لقد تواصلوا (الشباب) عبر تويتر وفيسبوك، هذا ما حرك الثورة وسرقت بعد ذلك من جانب الكيان الأكثر تنظيما في البلاد الذي كان الإخوان المسلمين (في ذلك الوقت)». وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن تصريحات كيري تتعارض مع الرسالة الصادرة عن الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي عندما علق جزءا من المساعدات العسكرية لمصر. ويرى مختصون في الشأن الإخواني أن تصريحات الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين حول دورها في إنجاح الثورة المصرية تؤكد ما جاء في محضر البحث الذي أعده المسؤول الأمني عن ملف الجماعة قبيل اغتياله. ويقول هؤلاء إن اتهام كيري الأخير لجماعة الإخوان المسلمين بإفساد ثورة 25 يناير وسرقتها يعبر بوضوح، عن تغير في استراتيجية أميركا إزاء الشرق الأوسط وفي علاقتها بالإخوان تحديدا، وما استغراب الجماعة من التحول الملفت في موقف واشنطن إلا لأنها أسقطت من حساباتها لغة المصالح التي يسير وفقها البيت الأبيض. وبالعودة إلى المحضر الأمني، الذي كشفت عنه النقاب "اليوم السابع" المصرية مؤخرا، فقد تناول معلومات صادمة تشكك في حقيقة الثورة المصرية والدور المشبوه الذي لعبه الإخوان في نسج خيوطها وإيقاع النظام السابق في شباكها. وقد اتضح من خلال التقرير الأمني الذي أعده المقدم محمد مبروك عن وجود تنسيق كبير بين كل من حماس وحزب لله اللبنانيوإيران ممثلة في الحرس الثوري دون أن ننسى التنظيم الدولي للإخوان في ما حصل خلال أحداث 25 يناير وعملية تهريب قيادات الصف الأول في الجماعة وعلى رأسهم محمد مرسي من سجن النطرون. حيث بينت التحقيقات التي أجراها المقدم مبروك أن عملية التحضير للتغيير في مصر بدأت منذ 2005 بإعلان وزيرة الخارجية كوندليزا رايس عن مشروع الشرق الأوسط الجديد بالاعتماد على ما أطلقت عليه إصطلاحا «الفوضى الخلاقة» تلى ذلك تصريحاتها حول عدم وجوب اتخاذ النظام السابق التيارات الإسلامية شماعة لمنع القيام بإصلاحات سياسية في مصر آنذاك. وكان إعلان أميركا للمشروع الجديد بداية لفصل جديد عنوانه الشرق الأوسط الكبير. ويشير نص المحضر إلى أنه تم الكشف عن اتصالات ولقاءات بين قيادات في حماس وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وأبو هاشم المسؤول الحمساوي في لبنان وقيادات من جماعة الإخوان على غرار صلاح الدين عبد المقصود متولي، ومحمد سعد توفيق الكتاتني، وحازم محمد فاروق عبد الخالق منصور، وحسين محمد إبراهيم حسين، ومحمد محمد البلتاجي، فضلا عن قادة في حزب الله وعلى رأسهم زعيمه حسن نصر الله إلى جانب مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني وذلك في الفترة الممتدة من 2006 إلى 2010. وكانت هذه اللقاءات التي كشف عنها المقدم مبروك تمت لغاية التحضير لإحداث الفوضى في الداخل المصري مستغلين حالة الرفض المتزايدة لسلطة الرئيس السابق حسني مبارك. وذلك من خلال إحداث خلايا «إرهابية» تكون سيناء منطلقها خاصة وأن لدى حماس علاقات وثيقة مع البدو هناك. وبين نص المحضر أن خلية حزب الله التي تم اكتشافها في 2009 تندرج في هذا السياق. وأكد المحضر أن الهدف مما حصل كان لغاية إيصال تنظيم الإخوان إلى سدة الحكم ومن هنا تأتي العلاقة الوثيقة بين إيران والإخوان المسلمين خلال حكم مرسي رغم اختلافاتهم الأيديولوجية.