34 مليون حالة تتعايش مع الإيدز على مستوى العالم طبقاً لتقديرات «الصحة العالمية» لعام 2012 * الكويت كانت من أولى الدول التي بادرت لاتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية للوقاية من الإيدز منذ الثمانينيات * معدلات العدوى بالمرض في الكويت تعتبر متدنية نظراً للإستراتيجيات والإجراءات الصارمة التي تتخذها وزارة الصحة حنان عبدالمعبود _ عبدالكريم العبدالله أكدت رئيس مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات ومقررة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز د.هند الشومر أن البحوث والاكتشافات العلمية الجديدة تفتح أبواب الأمل أمام الحالات المصابة بالعدوى بالإيدز والحالات ذات الخطورة العالية للعدوى به، مبينة أن أحدث الدراسات بمركز التحكم والوقاية من الأمراض بالولايات المتحدة الأميركية تشير إلى قرب التوصل إلى تطعيم واق من العدوى بالفيروس بعد اجتيازه المراحل التجريبية، وهو ما سيضيف الجديد للاستراتيجيات الوقائية للمجموعات ذات الخطورة العالية مثل حالات نقل الدم المتكرر للمصابين بأمراض الدم وحالات الغسيل الكلوي وحالات الأطفال المعرضين للعدوى. وأكدت الشومر في تصريح لها بمناسبة الاحتفال بيوم الإيدز العالمي والذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام حسب قرار منظمة الصحة العالمية والأممالمتحدة أن مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة يحرص على التواصل المستمر مع المنظمات الدولية والإقليمية والخليجية ومتابعة أحدث المستجدات والبحوث العالمية للوقاية من العدوى بالفيروس والذي بلغ عدد حالات المتعايشين معه 34 مليونا على مستوى العالم طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012. وأعربت الشومر عن تفاؤلها بإمكانية التصدي للتحديات المتعلقة بالوقاية من العدوى بالإيدز واستمرار تطبيق المبادرات الناجحة للوقاية منه، والاستفادة من الإيجابيات التي تحققت منذ بداية تطبيق الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2000، وذلك للاستمرار في تطبيق البرامج مع بداية الأهداف الإنمائية الجديدة والتي تستعد دول العالم للبدء في تنفيذها اعتبارا من عام 2015 بعد إقرارها بصفة نهائية من قمة الأممالمتحدة لعام 2015. وقالت «إن الكويت كانت من أوائل الدول التي بادرت باتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية للوقاية من الإيدز منذ اكتشاف العدوى بالفيروس في بداية الثمانينيات من القرن الماضي حيث تم تشكيل لجان فنية وقانونية ولجنة للتوعية الصحية كما استضافت الكويت عدة مؤتمرات عالمية حضرها مكتشف الفيروس مونتانييه ولفيف من الاستشاريين والمتخصصين ومديري البرامج الوطنية بدول العالم المختلفة وخبراء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية». مضيفة «كانت وزارة الصحة سباقة في وضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية للكشف عن الفيروس والاكتشاف المبكر للعدوى به وتوفير التقنيات الحديثة للتشخيص إلى جانب توفير الأدوية اللازمة للعلاج وفقا لأحدث البروتوكولات العالمية». تشريعات مميزة وأشارت الشومر الى أن المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992 تضمن المواد التي تحمي حقوق المصابين بالعدوى بالفيروس بالخصوصية وسرية المعلومات إلى جانب المواءمة بين حقوق المصابين وحقوق المجتمع. كذلك فإن القانون رقم 31 لسنة 2008 بشأن الفحص الطبي للراغبين بالزواج ولائحته التنفيذية يعتبر أحد الأدوات التشريعية المهمة للوقاية من العدوى بالإيدز والكشف عن الإصابة به في وقت مبكر وحماية أسرة المستقبل من احتمالات انتقال العدوى بالفيروس. مبينة في الوقت نفسه أن معدلات العدوى بالإيدز في الكويت تعتبر من المعدلات المتدنية، نظرا للاستراتيجيات والإجراءات الصارمة التي تتخذها وزارة الصحة لضمان مأمونية نقل الدم وفحص المتبرعين بالدم إلى جانب تطبيق إجراءات وسياسات التعقيم ومنع العدوى في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وفي الأماكن ذات الأهمية الخاصة مثل مراكز غسيل الكلى وزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى ما يتمتع به أفراد المجتمع من مستوى عال من الوعي الصحي والحرص على النظافة الشخصية واتباع السلوكيات الاحترازية الواقية من العدوى بالفيروس. وأردفت «أن نظام فحص العمالة الوافدة في داخل البلاد المصدرة لتلك العمالة بالإضافة إلى إعادة الفحص قبل الحصول على الإقامة بالبلاد وإجراء الفحوصات قبل التعيين في الوظائف الحكومية تعتبر من الاستراتيجيات الناجحة للوقاية من انتشار العدوى بفيروس الإيدز»، مضيفة أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة من قبل بشأن طرق انتقال العدوى بالإيدز وقد آن الأوان لتصحيحها بعد الدراسات الحديثة وتحليل وبائيات المرض وطرق انتقال العدوى والتي من بينها احتمالات حدوث العدوى بالفيروس بسبب إجراء عمليات جراحية طارئة أو نقل دم خارج البلاد في أماكن لا تطبق بها سياسات وبروتوكولات منع العدوى على النحو الصحيح. حماية الجنين ومن حيث انتقال العدوى بالإيدز من الأم المصابة إلى الجنين أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة أو عن طريق الرضاعة الطبيعية ذكرت الشومر أن انتظام الأم الحامل المصابة بالعدوى على العلاج طوال فترة الحمل يقي الجنين من احتمالات العدوى وقد أظهرت دراسة وبائيات المرض في الكويت ميلاد أطفال أصحاء من أمهات مصابات بالعدوى، ولكن كن حريصات على أخذ العلاج للإيدز طوال فترة الحمل. وحذرت الشومر من تبادل الإبر الملوثة بالدم أو التهاون في إجراءات التعقيم ومنع العدوى في مجال الحقن والوخز بالإبر وثقب الأذن. وفيما يختص بتوافر العلاج اللازم لحالات العدوى بالإيدز أكدت أن وزارة الصحة تحرص على توفير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لجميع حالات المصابين بالعدوى ووفقا لأحدث البروتوكولات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وذكرت أن الصحة الكويتية تحرص على التواصل مع برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية ومن خلال المشاركة في الاجتماعات الاستشارية الدولية والإقليمية والخليجية والمؤتمرات كما قامت الكويت بتقديم التقارير الوطنية المطلوبة ضمن التزامات الدولة بمتابعة تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية الصادرة عن اجتماع قمة الأممالمتحدة للألفية المنعقد في عام 2000، حيث يوجد نص واضح بأحد الأهداف الإنمائية للألفية (الهدف السادس) بالتصدي للإيدز والحد من العدوى بالفيروس المسبب له وتطبيق استراتيجية التحكم والسيطرة في العدوى بفيروس الإيدز وتوفير العلاج اللازم للحالات المصابة وخفض معدلات الوفيات بسبب مضاعفات العدوى بفيروس الإيدز إلى جانب تطبيق مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ضمن استراتيجيات الوقاية والتصدي للإيدز. وحول شعار يوم الإيدز العالمي لهذا العام 2013 الموافق الأول من ديسمبر، أشارت الى أن شعار هذا العام والأعوام من 2011 2015 هو العمل على خفض حالات العدوى الجديدة إلى الصفر إلى جانب خفض حالات الوفيات بسبب العدوى بالفيروس إلى صفر أيضا والقضاء التام على الوصمة والتمييز وهو ما يعرف بالأصفار الثلاثة والتي يمكن تحقيقها من خلال الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية والتوعية ودمج مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ضمن سياسات وبرامج التصدي للإيدز والوقاية منه، مشيدة بتعاون الوزارات والجهات الحكومية والمجتمع المدني من خلال مشاركتهم في عضوية اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز والتي أعيد تشكيلها بقرار وزاري، وتم إسناد رئاستها إلى الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة، مع تشكيل لجنة فنية ولجنة للتوعية والإعلام لتنفيذ الخطط والبرامج وتطوير سياسات وبروتوكولات العمل بما يواكب المستجدات العالمية.