بألوان زاهية استمدها من تراث الإمارات الغني؛ يقدم الفنان الإماراتي عبدالرؤوف خلفان، ملامح من التراث المحلي، لكن بنظرة جديدة مختلفة أكثر ذاتية وارتباطاً بذاكرته الشخصية، وما تختزنه من صور وحكايات وألوان، في معرضه «نظرة عصرية لتراث الإمارات» الذي افتتح أخيراً في فندق لو رويال مريديان بأبوظبي، ضمن احتفالات الدولة بالعيد الوطني ال41، ويستمر حتى الثامن من ديسمبر الجاري. في لوحاته يعيد خلفان إنتاج التراث مبتعداً إلى حد كبير عن الأعمال النمطية، والصور المكررة للمفردات التراثية، التي غالبا ما تحتفي بها الأعمال التي تتناول هذا الموضوع، مستنداً في ذلك إلى صور ورموز التقطتها الذاكرة عبر سنوات العمر، وظلت كامنة فيها، فهو لا يرسم إلا ما يعبر عن مشاعره، وما يحرك بداخله احاسيس وأفكاراً وذكريات لا تنسى، بحسب ما أوضح ل«الإمارات اليوم». وأضاف: «في أعمالي أردت أن أقدم التراث المحلي، لكن بنظرتي الخاصة التي لا تتعامل معه باعتباره مشاهد جامدة أقوم بتصويرها أو نقلها كما هي في الواقع، لكن أجسده وفق ما أشعر به، وبالصورة التي تتفق مع ما تختزنه ذاكرتي من مشاعر نحو هذا الجزء من التراث». لافتاً إلى أن هناك الكثير من مفردات التراث ومعالمه التي ارتبط بها، مثل البراجيل والمباني القديمة وغيرها، التي أراد في هذا المعرض تقديمها ليتعرف إليها المقيمون من مختلف الجنسيات في الدولة، مشاركة منه في احتفالات الإمارات بعيدها الوطني ال41. أيضا اتسمت لوحات خلفان بالحضور الإنساني، والنسائي بشكل خاص، إذ تكرر ظهور المرأة الإماراتية في الأعمال المعروضة التي تقارب 20 لوحة، وكان البرقع المحلي عاملاً مشتركاً في هذه اللوحات، رغم اختلاف ملامح المرأة من واحدة إلى أخرى. كذلك ظهرت الحمامة في أكثر من عمل، فالفنان الإماراتي يرى في هذا الطائر المسالم رمزاً للعاطفة والحلم أيضاً، كما كانت وسيلة للاتصال والتواصل بين الناس عبر المسافات البعيدة، كذلك ظهرت في لوحاته مفردات أخرى، مثل الورود والقواقع والأصداف البحرية، التي أضفت على اللوحة عوامل فنية وجمالية متعددة. وعن اختياره الألوان الزاهية التي طالما ارتبطت بالتراث الإماراتي؛ أشار عبدالرؤوف خلفان إلى أن بعض الفنانين يخشى الالوان، ويتعامل معها بحذر شديد، لكنه لا يشعر بهذا الخوف، ويتعامل مع اللون وفق ما يناسب العمل. وأشار إلى أنه يستعد لإقامة معرض فريد من نوعه في «أرى جاليري» بدبي في الفترة المقبلة، يقدم فيه لوحات «دوارة» أو اللوحات المتناوبة، وهي تعتمد على تقنية جديدة، إذ تتكون اللوحة من لوحتين أو أربع، وعندما تدور يتغير المشهد الذي يظهر فيها، لتسمح بمجموعة متنوعة من الخيارات وإبراز عمل جديد للفن على الجدران عن طريق تناوب اللوحات ببساطة. يذكر أن خلفان بدأ ممارسة الرسم في سن مبكرة، باعتباره وسيلة للتعبير عن نفسه، وبدأ مع رسومات بالفحم ورسم البورتريه، مستخدماً صوراً قديمة لشخصيات عامة بدلاً من صورهم الشخصية المعروفة ، كما رسم منازل إماراتية، ومشاهد أخرى فولكلورية كالخيول والصقور، ومع مرور السنين تغير أسلوبه بشكل كبير، فاتجه للاستلهام من مخيلته الحية، ومن شغف بالتراث المحلي وحتى من أحلامه. من جانبه، عبر المدير العام لفندق لو رويال ميريديان أبوظبي شون بارسونز، عن سعادته باستضافة الفندق للمعرض، وتسليط الضوء على العمل الرائع للفنان الإماراتي عبدالرؤوف بمناسبة العيد الوطني الإماراتي. وأضاف أن «موضوع لوحات خلفان التقليدية، إضافة الى جذوره وتأثيره يجعلان الرابط كبيراً بين الرؤية الجديدة للو ميريديان والمواهب المحلية العزيزة على صورة لو ميريديان التسويقية، بينما يعد الاحتفال باليوم الوطني للإمارات أفضل فرصة لإقامة مثل هذا المعرض».