GMT 0:03 2013 الثلائاء 26 نوفمبر GMT 1:36 2013 الثلائاء 26 نوفمبر :آخر تحديث سليمان الخضاري بغض النظر عن الكم المفرط من التعليقات الهزلية التي تناولت القمة العربية - الأفريقية التي عقدت في الكويت أخيرا، وبعيدا عن مرارة النقد الذي وجه لبعض الأمور المتعلقة بالموضوع نفسه، إلا أن النجاح الكبير في تنظيمها والترتيبات التي أجريت على هامشها يؤكد للجميع ما أشار له الكثيرون من أن ما نفتقده في هذا البلد هو القرار.. وحسب! فبينما تضج البلد بخيبات أمل كثيرة على مستويات عدة، وبينما تتلوث أجواؤنا بكم خانق من الاحتقان والتشنج السياسي والاجتماعي، وبعدما رأيناه جميعا من تراجع للكويت في دورها السابق كلاعب مهم على الساحة الإقليمية والعربية، ها هو صاحب السمو يؤكد بعد نظره المعهود في فتح آفاق جديدة للتعاون الدولي بعقد هذا التجمع الكبير على أرض الكويت ليضع لبنة مهمة في طريق استرجاع الكويت لشيء من مكانتها التي عرفها عنها الكثيرون. عقد هذا المؤتمر وسط تشكيك كبير بقدرة الكويت على تنظيمه بشكل جيد، ومع الاعتراف بوجود بعض الملاحظات على التنظيم وتجهيز البنية التحتية لذلك، إلا أن الإجحاف المتمثل بالسوداوية المطلقة في تناول المؤتمر وتنظيمه والنتائج التي خلص إليها لا يعدو كونه أحد أعراض حالة التشاؤم والكآبة التي تعتري الشارع الكويتي منذ مدة، وهو ما له أسبابه بالطبع. من تلك الأسباب ما هو متعلق بواقع البلد المترهل وفشل مؤسساته، والقدر المخيف من الهدر في الموارد المالية والبشرية التي تستنزف واقع البلد وتهدد مستقبل أبنائه، وهو ما يدفع الجميع للمطالبة بالتركيز على إصلاح حال البلد كأولوية تسبق أي عملية توسع في الاهتمامات الدولية، وبعض الأسباب الأخرى تتعلق بالسياسة والمعايير المتبعة في عملية المساهمات التنموية في البلدان الأخرى، خصوصا في تلك البلدان غير المستقرة سياسيا واقتصاديا، ومنها بالطبع من لا يشكل ثقلا مهما على الساحة الدولية. كل ذلك هو نقد مشروع ومفهوم، ويتوجب على المعنيين بالأمر تقبل ذلك النقد بصدر رحب، حتى لو جاء في سياق التندر أو الكوميديا السوداء، فالناس في معظمهم ليسوا ضد أنشطة من هذا النوع من حيث المبدأ، لكن الانفصام بين قدرات الكويت الحقيقية وواقعنا الذي لا يسر أحدا ألقى بظلاله على تعاملنا مع الكثير من الأمور، حتى لو كان مردودها إيجابيا. الكويت في الختام وبمنتهى الصراحة لا ينقصها شيء سوى الإرادة والقرار، وكما قال أحد أصدقائي ذلك اليوم تعليقا على عقد المؤتمر: «الجماعة عندنا إذا اشتهو يسوون شي.. يعرفون يسوونه.. ويسوونه عدل..»!