ارتسمت البسمة على وجوه ما يقرب من 300 طالب تدفقوا صباح أمس على جزيرة السمالية من المراكز والشعب التابعة لنادي تراث الإمارات في اليوم الأول لانطلاق الملتقى الوطني الثاني «الربيعي»، وتدفق الطلبة بغزارة من أجل ممارسة أنشطتهم التراثية المحببة. ويوماً بعد آخر تزدان السمالية بمفردات الموروث الشعبي الأصيل، الذي يستمد منه النشء القيم والعادات والتقاليد التي ميزت الشخصية الإماراتية في الماضي والحاضر تحت شعار «الإمارات وطن الريادة والتميز»، وبرعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. أتاحت إجازة نصف العام الدراسي فرصة ذهبية للعديد من طلاب المدارس لاستثمار أوقات فراغهم، فيما يغذي وجدانهم عبر مشاركتهم في المناشط التراثية المتعددة الموزعة على جنبات جزيرة السمالية، التي تعد درة التراث الوطني. واللافت أنهم أقبلوا بمحبة فياضة ومشاعر صادقة على الفعاليات، التي بلغت في اليوم الأول 9 أنشطة فتحت المجال لجميع الزوار من أجل إبراز مهاراتهم الخاصة، وقدراتهم في التعامل مع الهجن وركوب الخيل، وتعلم ممارسة القنص، والسباحة، والألعاب الشعبية التي تنشط الذهن وتجسد روح المثابرة، والعمل الجماعي، في إطار الحفاظ على الموروث الشعبي الذي من خلاله تترسخ في نفوسهم قيم الولاء والانتماء، وكذلك تعزيز الهوية الوطنية بكل عناصرها. أهازيج شعبية في الصباح الباكر تجمع عدد كبير من الطلاب في مدخل جزيرة السمالية ليستقلوا مركباً ضخماً لنقلهم إلى داخل الجزيرة، وأثناء وجودهم بالمركب ارتفعت أصواتهم بالغناء الجماعي حيث ترنموا بالأناشيد الوطنية والأهازيج الشعبية، تعبيراً عن فرحتهم الغامرة إلى أن رسا المركب على مدخل الجزيرة، وفور نزول الطلاب تدفقوا إليها بسعادة غامرة وفي اللحظة ذاتها تحركوا جميعاً في جولة بين أروقتها، للاطلاع على ما تزخر به من جوانب تراثية هائلة توزعت ما بين بيت الشعر والطوي والحظيرة، فضلاً عن أنهم تعرفوا عن قرب على البيئة البحرية وطرق صيد الأسماك التقليدية وفلق المحار، حيث تجمعوا حول كبار السن الموجودين بالجزيرة ليسمعوا منهم الحكايات القديمة الواقعية عن حياة الرجال، وكيف كانوا يعملون في مهنة صيد الأسماك وكيف كانوا يتمكنون من صناعة شباك الصيد بأنفسهم أيضاً، وحجم المعاناة التي عاشوا في ظلالها زمناً طويلا ونظراً لأن مثل هذه الحكايات كانت تجذب الطلاب وتثري مخيلتهم، فإنهم كانوا يطلبون المزيد، غير أن الجولة التعريفية كانت تشمل برنامجاً ممتداً حتى يتسنى لمن يزور الجزيرة للمرة الأولى من الطلاب أن يتعرف أكثر على ما تتمتع به من مقومات تراثية كبيرة؛ فكان جميع المشرفين يحثونهم على مواصلة الرحلة بين أحضان السمالية التي توزعت على أطرافها أشجار النخيل، التي أضفت سحراً على المكان، فضلاً عن أسراب الغزلان التي تنطلق في ربوعها من دون أية قيود تعدو آمنة وتطعم في مرح غامر وتقفز من الأماكن المرتفعة نسبياً إلى أسفل مما جذب أنظار الزوار الصغار، وجعلهم يفتنون بهذه المشاهد الطبيعية، ثم انتقلوا إلى ميدان الرماية ومروا على المسبح الأوليمبي وعيونهم لا تستقر من فرط ما شاهدوا من مناظر الطبيعة الخلابة في أجواء شتوية ممتعة، سمحت بحرية الحركة في ركن الهجن والفروسية ومواطن الألعاب الشعبية الكثيفة، فضلاً عن والاستمتاع بالبحر والمراكب القديمة. كنوز التراث حول فعاليات اليوم الأول للملتقى الوطني الثاني «الربيعي» لهذا العام، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي إن إدارة الأنشطة عملت في الفترة الماضية على تجهيز جزيرة السمالية، وتهيئتها لاستقبال الطلاب في فترة إجازة نصف العام من أجل انطلاق الملتقى بجميع أنشطته، مضيفا «وزعنا الأدوار على مشرفي المراكز لمعرفة احتياجات الطلبة، ومن ثم تلبية مطالبهم وذلك وفق استراتيجية إدارة الأنشطة في منح صلاحيات لهؤلاء المشرفين في أن يكونوا متفاعلين مع الزوار الصغار». ... المزيد