يروي فيلم "ملك الرمال" للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، حكاية الصعود المدهش لعبد العزيز آل سعود إلى السلطة في جزيرة العرب، وانتقاله من منفى مهمل في الكويت إلى سلطان يطيح بغزواته بسلطة الرشيد في الرياض، قبل انتقاله إلى نجد وحائل والإحساء عام 1921 وقضائه على الأسرة الهاشمية بالتعاون مع الإنجليز عبر جاسوسهم الشهير جون فيليبي الملقب بعبد الله المهتدي. دمشق (صحيفة الوطن) وتظهر أحداث الفيلم الذي عرض في القاعة الرئيسية بدار الأسد للثقافة والفنون، تحالف عبد العزيز آل سعود المتين مع الحركة الوهابية والحكومة البريطانية حتى الإعلان عن تأسيس المملكة العربية السعودية بعد سلسلة من القتل والتشريد والمجازر التي عمت الجزيرة العربية تحت شعار السيف والدين تحت أمرة آل سعود مطلع القرن العشرين. كما يصوّر ابن سعود على أنه زير للنساء، ومتعطش للدماء، بلا ضمير ولا أخلاق، ويظهره وكأنه قطعة من الشطرنج بيد البريطانيين، فأبرز جانباً من اتفاق أبرم بين بريطانيا وابن سعود وكيف أنه تلقى دعماً بالمال والسلاح لإنهاء الحكم العثماني المسلم في جزيرة العرب، ومن بعدها التوقيع على وثيقة يوافق فيها على انتقال اليهود الذين وصفهم بالمساكين إلى فلسطين وإقامة دولتهم فيها. ممارسات مشينة لم يخل الفيلم من تصوير حقائق وممارسات مشينة قام بها الملك عبدالعزيز ورجاله وقتذاك لتحقيق أهدافه السلطوية. فعلى سبيل المثال أقنع جون فيليبي باعتناق الإسلام حتى لو ظاهرياً كي يحظى بحب رجال آل سعود، ويصبح منهم وفيهم. كما كشف من خلال عدة مشاهد "ولهه بفض بكارة العذارى، مع إدمانه على ممارسة الجنس مع أي فتاة تنال إعجابه". وإضافة إلى ذلك، "دأب على قتل الناس وقطع رأس كل شخص تنتهي مهامه أو يحاول مخالفة أمره دون نقاش". وقد اعترف عبد العزيز "بشعوره بالمتعة في حالتين، الأولى حين يقطع رؤوس الرجال، والثانية حين تسيل دماء فتاة عذراء"، بحسب الفيلم السوري. تورط مفضوح ربط أنزور تاريخ آل سعود وتأسيس دولتهم بمشاهد من تفجيرات 11 أيلول الشهيرة في نيويورك، وأخرى مماثلة في لندن ومدريد، قبل أن يختم أحداثه بعرض بيان يقرؤه أحد قادة الجيش الحر ويعلن من خلاله عن تأسيس كتيبة عبد العزيز آل سعود في إشارة واضحة إلى تورط المملكة العربية السعودية بإزهاق أرواح السوريين منذ انطلاق الأزمة. أسمى تكريم أكد المخرج العالمي نجدت أنزور أن المكان الطبيعي لكاميرا الفنان السوري إلى جانب الجندي المقاتل في الجيش العربي السوري. واعتبر في تصريح خاص ل«الوطن» أن عرض الفيلم في سورية هو أسمى وأرفع تكريم، ومجرد عرضه في دمشق يثبت أن البلد سائرة إلى الأمام وبسرعة، وهذه الغمامة السوداء ستنقشع قريباً جداً، رغم أننا عرضناه قبل ذلك في لندن على اعتبار أنه باللغة الإنكليزية، وأن بريطانيا العظمى جزء من أحداث القصة في الشريط. وقال: جاءت الفرصة لعرضه في دمشق تزامناً مع هجمة غير مسبوقة بالتاريخ لمحاولة تمزيق سورية، فجاء الفيلم في وقته ليفهم الناس أبعاد وخطورة ما يحدث، وحالياً تبدو جميع أبواب العالم مفتوحة لنعرض الفيلم دون أي عائق. هل يشعر بالخوف؟ النظام السعودي قتل مؤلف كتاب «إرهاب السعوديين»، وبعد ذلك اغتال الفنانة ذكرى التي تطرقت في أغنية إلى ظلم آل سعود، فهل يخاف أنزور على نفسه؟ يقول: الخوف أمر طبيعي، ومن لا يخاف فهو مجنون، ومن يبالغ في الخوف فهو جبان، وأنا لست مجنوناً ولا جباناً، ولا فرق بيني وبين أي مواطن سوري إن كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً يسقطون بقذيفة طائشة في أحياء مكتظة بالمدنيين. وتابع: كلنا أبناء هذا الوطن ويجب أن نعمل معاً لإيقاف هذه الهجمة وتنظيف البلد من الشوائب والمخلوقات العجيبة التي أشبهها بأفلام الخيال العلمي، لأنهم بالفعل أكلة لحوم بشر ولا مكان لهم في هذا الوطن. وختم كلامه ل«الوطن» بأنه يتحدث عن السعودية كنظام فاسد وليس كشعب، وقال إنه لا يسميهم شعباً سعودياً وإنما أبناؤنا وإخواننا في الجزيرة العربية. /2805/