انطلاقاً من رسالتها الإنسانية النبيلة، وتأكيداً لتحمل مسؤولياتها نحو المجتمع، وفي إطار سعيها الدائم للاهتمام بشؤون منتسبيها الأيتام من البنين والبنات، تواصل مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي مشروعها الريادي اللافت «جدران»، الذي يعد برنامجاً طليعياً لتحقيق البيئة السكنية الملائمة للأبناء فاقدي الأب والمعيل، حيث يحسّن من ظروفهم المعيشية، ويتكفل بتوفير كافة المستلزمات الاستهلاكية اللازمة للأسرة. المتابع لمراحل تطور عمل مشروع «جدران» منذ البدايات، يكتشف كيف أن هذه الفكرة أسهمت وبشكل فعّال في إحداث نقلة نوعية في حياة الكثير من الأسر اليتيمة، مرتقية ببيئتهم ومحيطهم المعيشي، محسنة وضعهم الاجتماعي، ومحولة بيوتهم المتواضعة إلى حد بعيد إلى أماكن أكثر راحة، ورفاهية، وسلامة، وذلك بمعاونة جهات مجتمعية عدة، وبسواعد تطوعية خيّرة من طلاب الجامعات وموظفي المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة، ليتمكنوا جميعاً من صنع التغيير، وخلق أجواء بيئية سليمة تعتني باليتيم، وتهتم بشؤونه وأحواله كافة. تغيير الواقع حول المشروع، تقول منى السويدي، مدير مؤسسة التمكين الاجتماعي في الشارقة «يأتي مشروعنا هذا كإحدى مبادراتنا الاجتماعية وأنشطتنا المتعددة، وهو يعد من أهمها، كونه ببساطة يغيّر من الواقع المعاش للكثير من العائلات اليتيمة والفاقدة للأب، بحيث ينتقل بهم لظروف معيشية أفضل لناحية صيانة المسكن وتجديده وتزويده بكافة المستلزمات والأثاث والأجهزة الضرورية، محققاً لهم مستويات أرقى من حيث المبيت والمعيشة، وبمعايير تحقق لهم شروطاً من السلامة والصحة والأمان الذي يستحقونه كأفراد وأسر تعيش ضمن نسيجنا المجتمعي». وجاء هذه البرنامج الريادي، الذي بدأت فكرته عام 2004، وتبلورت خطته التنفيذية واكتملت عام 2010، بناء على رغبة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، وتلبية لتحقيق رؤيتها المستنيرة في خلق ظروف إنسانية مناسبة، تغيّر من واقع الأيتام، وترتقي بظروفهم الاجتماعية كافة، إيمانا منها بمبدأ التكافل والتعاون الضروري بين أفراد المجتمع الواحد. وحول أهم أهداف «جدران»، والتي تصب كلها في صلب مصلحة اليتيم، تقول السويدي «أسهم البرنامج في إثراء حياة هذه الأسر بشكل كبير، إذ أعاد لهم شيئا من الأمل والطموح بمستقبل واعد، مؤثرا في نفسيات الأبناء، ورافعا من معنوياتهم، ليعزز لديهم مشاعر الثقة والأمان، ويحتضنهم ضمن بيوت نظيفة وجميلة، تلبي احتياجاتهم الإنسانية، وتطور فكرههم وإبداعهم، وحلمهم بغد أفضل، حيث يتمتع هؤلاء الأطفال بأدوات تساعدهم على بناء الشخصية، والانطلاق بالحياة، كما يعمل هذا المشروع الخيري على توعية بقية فئات المجتمع بمسؤولياتهم، ويلفت نظرهم إلى فوائد العمل التطوعي والخيري وتكاتف المواطنين في معاضدة بعضهم البعض». حاجة حقيقية ... المزيد