اعتمد الري في الماضي على الأفلاج وهي آبار تحفر في المناطق الجبلية المرتفعة بالقرب من بعضها، ثم شق لها مجرى تحت الأرض ذو منسوب منحدر ليسمح للمياه بالانسياب، والأمطار هي المصدر الرئيسي لمد الأفلاج بالمياه، والمورد الآخر هو الآبار (الطوي )، التي كانت تعتمد على المياه الجوفية، وكانت منتشرة في مراكز استقرار السكان، ويسحب الماء من الآبار بواسطة الدلو او الغرافة، ولقد ارتبطت الآبار في الماضي ارتباطاً وثيقاً بحياة أفراد المجتمع الإماراتي، بمختلف شرائحه وبيئاته، البدوية منها والحضرية. وكانت الطوي مصدراً مهماً من مصادر توفير مياه الشرب، وعنصرا فعالا في إكساب الأرض لوناً أخضر، وبث روح الحياة في كائناتها، ولم تكن كذلك فحسب، بل كانت محطة استراحة في طريق القوافل، ونواة لتشكيل تجمعات سكنية، وموردا لسقي الإبل والبهائم، ومخلدة في الوقت ذاته لاسم شخص حفرها أو أمر بحفرها فحملت اسمه، ومؤرخة لحادثة ما أو مظهر قريب منها شاركها المكان أو الزمان. لم يعد للطوي اليوم تلك الأهمية الكبيرة التي شكلتها قبل النفط، بخاصة في ظل مظاهر التمدن والتطور الحضاري، الذي أبدل الرمال الصفراء بحدائق خضراء، اختفى معها لون الرمل الذهبي، والطوي ربما جهل أهميتها أبناء هذا الجيل، وضاعت أسماء ومناطق كثيرة من هذه الطوي، ولتذكير ابناء هذا الجيل فإن من اسماء الطوي، العد، والبدع، والجليب.