شريعة الذيد أحد أهم الأفلاج، التي كانت محطة تستريح فيها القوافل وتتزود بالماء والغذاء، وهي ضمن منظومة الأفلاج المنتشرة في كثير من المناطق في العالم، التي يوجد بعضها في واحات الإمارات القديمة، وتحول إلى مدن مثل العين والذيد، وكذلك فلج المعلا في أم القيوين، وأصنابي، الذي يقع بين الذيد وفلج المعلا، بالإضافة إلى أفلاح كثيرة في الشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة. لا يعرف أحد البداية التاريخية لهذا النظام في الري، لكنها أنظمة تعمل على رفع الماء من الأحواض الجوفية القريبة من الجبال، في رحلة طويلة إلى السهول الصالحة لزراعة النخيل والحبوب، وفلج الذيد أحد هذه الأفلاج، ولم يتم تحديد تاريخ إنشائه، لكنه تسبب في إيجاد واحة الذيد، وقد ذكرت في شعر الماجدي بن ظاهر الشاعر الكبير ذائع الصيت، الذي كان يعد فيلسوف عصره في الحكمة، ويقال إنه ولد سنة 1532م، أي منذ 481 سنة تقريباً، وتغنى بها، وكانت من أكثر المواقع التي وردت في قصائده. محطة للقوافل وشكلت الواحة وفقاً لما ذكره مدير بلدية الذيد علي بن مصبح الطنيجي، محطة التقاء القوافل العابرة للإمارات، حيث كانت شريعة الذيد نقطة الالتقاء ومكان التزود بالماء والغذاء قبل مواصلة الرحيل، في قوافل متواصلة تذرع أرض الإمارات، مشيراً إلى أن فلج الذيد يسمى الشريعة، ويتكون من أربعة روافد وأفلاج جانبية، تشكل في النهاية رافداً رئيسياً، وهذه الأفلاج هي الحرملي والثمامى والبردي ومليحة، ومعظمها تنطلق من أحواض جوفية من الجبال الجنوبية الشرقية، التي تطل على مدينة الذيد من تلك النواحي، وتبعد عنها مسافة عشرين كيلومتراً شرقاً. وعن الحالة التي آلت إليها شريعة الذيد في الفترة الحالية، قال إنها تحتاج إلى عملية إنقاذ سريعة قبل أن تندثر، حيث أثرت فيها عوامل كثيرة مثل انعدام الصيانة لمجرى الماء وكثرة الآبار الارتوازية، التي حفرت قرب المجرى، والجفاف المستمر في المنطقة، وقد قامت بلدية الذيد بإنقاذ مزارع النخيل القديمة، بحفر مجموعة كبيرة من الآبار، لدعم المياه الضحلة الباقية في الشريعة، وتنوي مشاركة وزارة البيئة والمياه، لإنقاذ «الشريعة» وإعادة الحياة إليها، موضحاً أن شريعة الذيد، كانت محطة إستراتيجية لالتقاء القوافل المقبلة إلى إمارة الشارقة، أو الخارجة منها إلى مناطق أخرى في المنطقة الشرقية، ولذلك علينا أن نعيد لهذا المكان أمجاده، حيث كان الناس يسافرون على الإبل إلى كلباء وخورفكان ودبا مسافي، وأيضاً إلى البثنة وإلى سلطنة عُمان، وكان أهل الإمارات يأتون من كل مكان لقضاء وقت بجانب الفلج، ويستمتعون بمشاهدة المياه الجارية التي تمر وتروي بساتين المزارعين القدامى، وكانت المياه تأخذ طريقاً في مشهد خلاب عبر الفلج. كبار السن ... المزيد