صحف الإمارات / افتتاحيات أبوظبي في 28 ديسمبر / وام / تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية الابتزاز الاسرائيلي الاخير ببناء وحدات استيطانية جديدة تزامناً مع الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين ، الى جانب تطورات الاوضاع في جنوب السودان بعد فشل كل المبادرات الإقليمية والدولية في لجم الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. فتحت عنوان " ابتزاز إسرائيلي" قالت صحيفة البيان في مقالها الافتتاحي ان اسرائيل تتعمد في كل مرحلة يعلن فيها عن تحقيق تقدم في عملية السلام، أن تعلن عن خطوة من شأنها إفراغ ذلك الإعلان من محتواه، وهذا ما حصل أول أمس عندما أعلنت أنها بصدد بناء وحدات استيطانية جديدة تزامناً مع الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين ، حيث يتذرع قادة إسرائيل عادة بأنهم يلجأون إلى مثل هذه الخطوات امتصاصاً لنقمة جمهورهم المتشدد الذي يرفض تقديم ما يسميها تنازلات للفلسطينيين، وتحت هذه الذريعة ترتكب جميع الانتهاكات، وهي لعبة لعبها كل قادة إسرائيل منذ انطلاق عملية السلام في مدريد عام 1991. واضافت الصحيفة انه بات واضحاً أن جمهور الناخبين الإسرائيليين يتخذ مواقف يمينية متطرفة كلما تقدمت عملية السلام، وكأن التطرف مرتبط فقط بحقوق الفلسطينيين ، والأغرب من ذلك أن الذريعة التي ساقها رئيس الوزراء الإسرائيلي لتبرير توسعة المستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس، بعد أن أعلن تجميدها نزولاً عند ضغوط الوسيط الأميركي، هي أن إسرائيل تلقت صواريخ عشوائية من قطاع غزة، وهذا يعني أنه يحمل الفلسطينيين، كل الفلسطينيين مسؤولية حادث فردي، ولا يعنى بالسلطة الفلسطينية التي تفاوضه، والتي لا تملك من أمر القطاع شيئاً. واوضحت البيان ان هذا أوضح تعبير عن عدم جدية هذه الحكومة في صنع السلام، والذي باتت مرتكزاته واضحة، وهي أن أحداً لا يمكن أن يقبل أي اتفاق ما لم تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، لإقامة الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها ،وقد آن الأوان لأن يقف المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي موقفاً تاريخياً، وأن يلزموا إسرائيل بعملية السلام عبر معاقبتها عقوبات جدية، فواشنطن وبروكسل قادرتان على مثل هذا الأمر، وتستطيعان فعل الكثير لإنجاح عملية السلام. واكدت الصحيفة في ختام مقالها انه لا علاقة للحقوق الفلسطينية، ولا لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة بالجمهور الإسرائيلي، فهذه القرارات اتخذها المجتمع الدولي بمنظماته الشرعية المعروفة بناءً على نصوص قانونية معترف بها من قبل الجميع، وآن لهذا النوع من الابتزاز أن يتوقف. ومن جانبها تناولت صحيفة الخليج في مقالها الافتتاحي الاوضاع في جنوب السودان وقالت انه يبدو أن كل المبادرات الإقليمية والدولية التي تمثلت بالوفود التي توجهت إلى جوبا عاصمة جنوب السودان، قد فشلت في لجم الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، والتي أخذت تتحول إلى "حرب أهلية" قبلية ، فلا نداء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف الاقتتال لقي آذاناً صاغية، ولا جهود الوفود الإفريقية وغيرها أقنعت الطرفين بالجلوس حول طاولة مفاوضات وصولاً إلى مصالحتهما، ولا حتى قرار زيادة عدد قوات السلام سوف يؤثر فيما يبدو في مجرى الأحداث . واضافت الصحيفة انه من الملاحظ أن الاتهامات المتبادلة بين الجانبين تؤشر إلى أن حبل التواصل بينهما قد انقطع، وأن القطيعة صارت بلا رجعة، لأن ما بينهما من خلاف تاريخي مزمن، إضافة إلى سياسة الاستئصال التي اتبعها سيلفا كير ضد خصومه، والصراعات القبلية باتت عميقة جداً، ولن تتمكن الجهود والوساطات من جمعهما وإعادة اللحمة بينهما، بحيث تراكمت الضغائن والخلافات إلى حد بات كل منهما يرى أنه يخوض حرب وجود ضد الآخر ، فلم يكن خافياً قبل إعلان استقلال جنوب السودان أن هناك خلافات بين الأطراف السياسية والعسكرية الجنوبية، وأن النار كانت تحت الرماد، رغم أن الخلافات كانت تظهر إلى العلن أحيانآً على شكل مواجهات عسكرية محدودة ، إلا أن كل التوقعات كانت تشير إلى أن "رفاق الدرب" لن يطول بهم المسير، وأن الاستقلال لن يوحدهم بل إن الصراع على السلطة سوف يحكم العلاقات بينهم . واختتمت البيان مقالها بالقول انه يبدو أن جنوب السودان، لا يكفيه الفقر والأمية وانعدام الحد الأدنى من مستلزمات الحياة، وما عاناه من تدمير وتهجير طوال سنوات الحرب .. وها هو يدخلها مرة جديدة مع كل ما ينجم عنها من مآسٍ إنسانية ممثلة بالمذابح والخراب والتهجير المتجدد . / مل . تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/root/و/هج