الأستاذ زكريا نيل صاحب صفحة شئون عربية في الأهرام التي خصص بها جزءا تحت عنوان ذاكرة التاريخ, ومذكرات عربي مطلع.. كان يكتب حلقاتها أسبوعيا الراحل الدكتور سيد نوفل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في ذلك الوقت. كان الراحل الكبير صاحب خبرة مميزة في العلاقات العربية, ويمتلك شبكة ضخمة من العلاقات والاتصالات علي المستوي العربي, وكانت له صلات وطيدة بالحكام العرب. ورحل عنا الأب والأخ الأكبر والأستاذ والمعلم صاحب الأيدي البيضاء الذي تخصص في الشئون العربية منذ ما يزيد علي خمسين عاما أعطي خلالها كل وقته وجهده وعرقه لصاحبة الجلاله. عملت مع أستاذي زكريا نيل في قسم الشئون العربية خمس سنوات في بداية تعييني بالأهرام منذ أكثر من 37 عاما.. علمني الراحل خلالها كيف أكتب خبرا.. علمني أن الصحافة من أشرف المهن, ولها رسالة وطنية وقومية, لأنها تنير الطريق للرأي والرأي الآخر.. علمني أمانة الكلمة وتقاليد المهنة, وأن الصحافة تقوم علي العلاقات الجيدة مع مصادر الصحفي. وفي بداية عملي معه أحسست بمدي علاقته بزملائه الصحفيين.. لم يكن حاكم أو مسئول عربي يزور القاهرة دون أن يكون زكريا نيل مصاحبا له في زيارته. ويذكر للراحل الكبير أنه أنشأ قسما للشئون العربية برئاسته في الأهرام, ومنح فرصا لشباب الأهرام ليأخذوا موقعه في العمل العربي بعد تركه العمل ب الأهرام لظروفه الصحية. قال لي في بداية عملي معه إن الأهرام كان حلم حياته, حيث بدأ العمل فيه بقسم الحوادث عام 1955, وكانت الخبطة الصحفية الأولي له الحوار الذي أجراه مع خروشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت, مؤكدا أن أي خبر كان ينشر في أي صحيفة غير الأهرام كان لا يصدق إلا إذا نشر في جريدة الأهرام.