كان زكريا نيل ألمع الصحفيين علي مستوي العالم العربي المتخصص في الشئون العربية وأحداث الوطن العربي. وكان دائم السفر والتجوال بين الدول العربية لتغطية الأحداث وعقد اللقاءات والحوارات مع زعماء وقادة الدول العربية لنشرها في الأهرام التي كانت أشهر الصحف العربية خلال تلك الفترة الباهرة في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وكانت وكالات الأنباء العالمية تنشر الأخبار وأسرار السياسة العربية نقلا عن المقالات التي كان ينشرها زكريا نيل في الأهرام, وهي واثقة تماما من صحتها وسلامتها, لأن زكريا نيل كان وطيد الصلة قريبا جدا من معظم القادة العرب خاصة قادة دول الخليج العربي, لدرجة أن الشيخ زايد آل نهيان أول رئيس لدولة الامارات العربية المتحدة كان يعتبره كما لو أنه أحد أبنائه.. وكانت أول زيارة للشيخ زايد إلي مصر بتشجيع من زكريا نيل. ومنذ تلك الزيارة الأولي للشيخ زايد إلي مصر, أصبح يعشقها ويحب شعبها, وقد بادله المصريون حبا بحب.. وتكررت زيارة الشيخ زايد لمصر بعد ذلك كثيرا. وقد كان زكريا نيل بحق هو فتي الشاشة العربية صحفيا, خلال تلك الفترة. والزميل العزيز محمود سامي كان هو أيضا من ألمع الصحفيين خلال تلك الفترة في مجال النقابات المهنية والعمالية. كان بطبيعته يحب العمال والمهنيين ويندمج معهم في مشكلاتهم ويكتب عنها في محاولات جادة من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها لدي المسئولين في الدولة. وعندما رشح نفسه لانتخابات نقابة الصحفيين عام1977 حصل علي أعلي نسبة من أصوات الزملاء الصحفيين, ولذلك قرر مجلس النقابة وقتها أن يكون سكرتيرا عاما لنقابة الصحفيين, نظرا لهذه الشعبية الكبيرة له بين زملائه. وظل يشغل هذا المنصب بنجاح لدورتين كاملتين(8 سنوات). واشتهر عنه وقتها أنه حلال المشاكل.. فقد كان يسعي بكل الجهد والاخلاص من أجل حل مشكلات زملائه الصحفيين لدي رؤسائهم ومؤسساتهم الصحفية.رحم الله الزميلين الحبيبين وغفر لهما. وسبحان من له الدوام..