كتب - المحرر السياسي: التراشق المصري الأمريكي بشأن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، يفضح في جوهره دور العامل الخارجي، في تأجيج الأزمة المصرية . فهذا التراشق الذي جرى أمس الأول، صار يتكرر بين مصر والدول التي تصر على دس أنفها في الشأن المصري . ومنذ 3 يوليو/تموز الماضي لعب الخارج دوراً كبيراً في إشعال النيران، خاصة أن هذا الدور تعدى الدول إلى التنظيمات . على الصعيد الإقليمي، يمكن حصر عدة أدوار سلبية لكل من: تركياوقطر وحركة حماس، بحسب وجهة النظر الرسمية المصرية، وهذه الأطراف الثلاثة لعبت أدواراً خطرة بدرجات متفاوتة، فتركيا تولت التحريض السياسي لحرمان ثورة 30 يونيو/حزيران من الاعتراف الدولي، بينما لعبت قطر دور المحرض الإعلامي، حيث فتحت فضائية "الجزيرة" للإخوان، وتبنت وجهة نظرهم بشكل دعائي وعدائي يفتقد للمهنية والمصداقية . أما حركة حماس فمثلت الذراع العسكرية لجماعة الإخوان، واستغلت الأنفاق، كما ورد على لسان مسؤولين مصريين قبل وبعد 30 يونيو، في التخطيط لهجمات إرهابية، حتى إنه لا يوجد تنظيم إرهابي داخل سيناء لم يتلق دعماً من حماس، سواء على صعيد التدريب أو توفير السلاح والملاذ الآمن، ما أجبر الجيش المصري على إغلاق هذه الأنفاق . وعلى الصعيد الدولي لعبت كل من أوروبا والولايات المتحدة والتنظيم الدولي للإخوان أدواراً منحازة للجماعة على حساب الدولة المصرية، بداية من زيارات كاثرين آشتون، وأعضاء من الكونغرس الأمريكي، في مقدمتهم جون ماكين وليندسي جراهام، اللذان روجا لتهديدات الإخوان ضد الدولة، في مقال نشر لهما بصحيفة "واشنطن بوست" وفي حين تكيف الموقف الأوروبي بسرعة مع متغيرات 30 يونيو، فقد بقي مؤشر العداء الأمريكي في تصاعد، خاصة بعد التقارب المصري الروسي، بالتزامن مع تجميد المعونة الأمريكية، ومنح هذا العداء قبلات إنعاش متجددة لجماعة الإخوان، كما تبدي في كل تطور ينال من جماعة الإخوان وقادتها، بدءا من المحاكمات، وصولاً إلى وصفها بالإرهابية . وتبدو واشنطن وكأنها تحاول أن تحافظ على نفوذها المتآكل، عبر افتعال الأزمات، ولهذا يصعب الفصل بين تصاعد أعمال الإرهاب في مصر وبين الضغوط الأمريكية، خاصة مع التطور النوعي في استخدام متفجرات متقدمة، وهو ما يثير تساؤلات جدية، ووسط ذلك كله يلاحظ وجود حالة، تناغم بين مواقف واشنطن وبين تحركات تنظيم الإخوان الدولي . ويبقى الدور "الإسرائيلي" كامناً حتى الآن، ف"تل أبيب" هي المستفيد الأول مما يجري . وما كان لأي تحرك أمريكي ضد القاهرة أن يتم ما لم يكن ل"إسرائيل" فيه مصلحة مباشرة، ومن ثم، فإن واشنطن تمهد أيضاً، بما تفعله، لدور "إسرائيلي" مباشر ومكشوف، على ضوء ما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .