أكد شرعيون في حديث ل»المدينة» أن اختراق خصوصيات الآخرين أو محاولة الاطلاع عليها في الأجهزة الذكية يعتبر مخالفًا للسنة وانتهاكًا للأعراض، كما أنها مخالفة لكل الأعراف الإنسانية، بل هو عمل مخزٍ وقذر يدل على أن صاحب هذا الفعل قد جرد من الأخلاق تمامًا. وقالوا إنه يتنافى وسلوك المسلم وأضافوا: إن على الزوج عدم الاطلاع على خصوصية الزوجة في جهازها فقد تحمل صورًا لأهلها أو أن هناك امورًا خاصة بها لا تريد أن يطلع عليها أحد، فبمجرد محاولة الاطلاع على تلك الخصوصية فانه قد زرع أولى بذرات الشك في نفسه وحوّل بيته إلى جحيم، كذلك الحال بالنسبة للزوجة لا ينبغي لها الاطلاع على خصوصية زوجها في جهازه الذكي. وكذلك بين الأبناء والبنات في العائلة الواحدة وكذلك بين الأب وأبنائه. وفيما يلي التفاصيل: الحذر مطلوب في البداية قال عضو الدعوة في المملكة الشيخ محمد بن أحمد بافضل: إن الاطلاع على خصوصيات الآخرين في أجهزة الجوال ومحاولة افشائها ونشرها مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما انها مخالفة لكل الاعراف الإنسانية، هو عمل مخزٍ وقذر ويدل على أن صاحب هذا الفعل قد جرد من الاخلاق تماما لعظم ما اقدم عليه من عمل شنيع فيه انتهاك لخصوصيات الآخرين واعراضهم. مشيرًا إلى أنه على المسلم أن يكون حذرًا فلا يضيع في هذه الأجهزة ما يضره سواء من صور أو رسائل خاصة لأنها مكان لحفظ المعلومات المفيدة والنافعة. وأضاف بافضل كما انه على الزوج عدم الاطلاع على خصوصية الزوجة في جهازها فقد تحمل صورًا لأهلها أو أن هناك أمورًا خاصة بها لا تريد ان يطلع عليها أحد، فبمجرد محاولة الاطلاع على تلك الخصوصية فإنه قد زرع أولى بذرات الشك في نفسه وحول بيته الى جحيم كذلك الحال بالنسبة للزوجة لا ينبغي لها الاطلاع على خصوصية زوجها في جهازه الذكي. وكذلك بين الأبناء والبنات في العائلة الواحدة وكذلك بين الأب وأبنائه لابد من وجود الخصوصية حتى لا تشتعل شرارة الشك وعدم الثقة وينقلب البيت إلى مشكلات كثيرة بسبب هذا الأمر، ولذلك لا بد من الثقة والحوار حتى يقضي على هذه المسألة بين أفراد العائلة الواحدة. الستر وعدم الضرر ومن جانبه قال الداعية الإسلامي المعروف الشيخ خلوفة الأحمري: لا بد أن نعلم أنه من الخطأ الواضح البين أن يغرق بعض الأبناء أو الأباء أو حتى الزملاء فيما يسمى في الخصوصيات نعم هناك استقلال هو حق من حقوق كل إنسان بأن يكون له أموره الخاصة التي لا يريد أن يطلع عليها أحد وليس من حق الآباء أو الأزواج أو حتى المربين أن يحرصوا على الاطلاع عليها والوصول لها. وتابع الأحمري:أود أن انبه إلى أن الخصوصيات احيانًا تكون خطرًا على صاحبها فالادمان على الاباحية ومشاهدة وممارسة أوتعاطي المخدرات أو الاخلال بأمن وفكر المجتمع أو الممارسات اللا اخلاقية دينا وعرفا ليست من الخصوصيات التي ينبغي السكوت عليها سيما أن أصر الشخص عليها أو جعلها في إطار العمل الممنهج، من هنا أرى أن فضح الخصوصيات يعود للمصلحة وإلا الأصل الستر. وأشار الأحمري إلى ان هذه عموميات فمن يتعمد البحث عن أمور شخصية لدى ابن أو زوجة أو صديق أو من عامة الناس لمجرد البحث عن المثالب وفضح الأسرار فهذا من البهتان والتعدي والانتهاك لأعراض الآخرين ومن حق صاحب الجهاز أن يطالب بحقه لدى الجهات المعنية خصوصًا ان كان يلحقه ضرر في سمعته أو مكانته او حتى طبيعة عمله.وزاد الأحمري أما ما يخص الازواج فدعني أقول وبكل صراحة هناك اشكاليات خطيرة في هذا الجانب تحت غطاء الخصوصيات فهل يحق للزوج أن يخون زوجته ويقوم بممارسات خطيرة ثم يقول هذه خصوصياتي والعكس كذلك، من هنا اقول الزوجة التي تثق بزوجها والعكس اذا كانت حياتهما مستقرة وجميلة، فأرى أن الاطلاع على الخصوصيات خطأ فادح، مبينًا أنه اذا لاحظت الزوجة برودًا وتحولًا وتكدرًا في حياتهما ووجدت وقتًا مناسبًا لمعرفة سبب تكدر حياتهما فلا بد من انقاذ شريك الحياة. وأوصى الأحمري الزوجين عند اكتشاف مشكلة في جوال أحدهما الا يبدأ بالحل المباشر، فيقول وجدت في جوالك كذا وكذا بل يستعين كل طرف بمستشار وخطوات مدروسة وسياسة حكيمة للوصول للحل الجيد. مبينًا أن الابناء والبنات عندهم خصوصيات ولكن عند الشعور بوجود ممارسات غير مقبولة وعند اكتشاف خطأ ما لا يكون الحل بالتهور والضرب ولكن يبدأ بخطوات تصحيحية بمساعدة الإخوة والاخوات، وكذلك ولابد من الاستعانة بالمدرسة والمستشارين التربويين يكون الحل بالاحتواء بالوضوح وبالصراحة ببيان الخطر الذي يمكن ان يصل بهذه الممارسة الخاطئة سيما ان التقنية الحديثة تحتاج متابعة بأدب وحرص وثقافة. تثقيف المجتمع ويرى المستشار الاجتماعي الدكتور أحمد بن سالم باهمام ان انتشار اختراق خصوصيات الاشخاص من قبل زملائهم أو غيرهم تعود إلى الشغف الكبير بالتقنية التي لا يخلو بيت من هذه الأجهزة، كما ان الناس لم يتثقفوا بعد بدور هذه التقنية الايجابي والسلبي مما سبب بين الناس أزمة اخلاقية تقنية، فتجد أخلاق بعض الناس جيدة ولكن عندما يستخدمون التقنية يصبحون ذئابًا مفترسة. وأردف باهمام انه يجب على الشركات التي تربح أضعافًا مضاعفة من الناس ان تثقف المجتمع بحقوق وواجبات صاحب الجوال حتى لا يقع المحظور وتجر الويلات، فهذه التقنية جعلت للاستخدام المفيد والنافع ولكن بعض اصحاب النفوس الضعيفة أصبح يسعد عندما يطلع على خصوصيات الآخرين في أجهزتهم ويقوم بنشرها بين أوساط الناس، وللأسف الشديد لا يوجد نظام يجرم مثل هذه التصرفات الدنيئة والمخزية التي من المفترض ألا تحدث من شخص مسلم يعلم أن انتهاك أعراض الناس بل فضحهم جريمة مخالفة لشرع الله عز وجل. وزاد باهمام: يعد بحث الأب عن أخطاء أبنائه وتتبعها من المشكلات التربوية الكبيرة التي ظهرت في هذا العصر وعانى منها كثير من أولياء الأمور، مبينا أنه يجب على الوالد أن يزرع القيم الأصيلة ويهتم بها في نفوس أبنائه، ولذلك يجب على الأباء بعدم اقتحام خصوصيات أبنائهم وإنما يعطوهم إطارًا عامًا للحياة وقيما عميقة تجعله يحل أي مشكلة تواجهه فبذلك يزرع فيهم الثقة ولكل خصوصيته دون المساس بها. تصرف مريض ومن جهته قال الشيخ إبراهم الطلحة المتخصص في الشؤون الأسرية والشبابية للأسف أن من يخترقون خصوصيات الناس يسعون في الغالب الى تشويه السمعة ونشر الفضائح والشائعات فهؤلاء مرضى اصبح همهم البحث عن هذه الامور التي تضرر منها كثير من الناس وانتهكت أعراضهم وخرقت خصوصياتهم بسبب تصرف مريض ينم عن ضعف من قام بهذا التصرف بل أنه من الأعمال القذرة التي كثرت في هذا العصر. وتابع الطلحة: أنصح من يستخدم الأجهزة الذكية بأن لا يبقِ فيها أي أشياء خاصة حتى لا تقع في أيدي المتطفلين الذين يسعون للاطلاع على أسرار الآخرين بل أن الأمر تجاوز ذلك إلى نشر تلك الأشياء الخاصة بين الناس إما عن طريق هذه الأجهزة أو عن طريق نقل الأخبار وإفشاء الأسرار. مشيرًا إلى أنه يحق للأب أن يطلع على خصوصيات أبنائه إذا كان يعلم أن ابنه ليس محلا للثقة أو أنه صاحب خلق سيء. صحيفة المدينة