وصل الرئيس السوداني عمر البشير صباح أمس، الاثنين، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات مع نظيره سلفا كير حول الاضطرابات الجارية في الجنوب منذ ثلاثة أسابيع. وكان في استقبال البشير، الذي لم يدل بأي تصريح لدى وصوله إلى المطار نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني ايغا. وبينما لمح متحدث باسم جيش جنوب السودان إلى وجود تعاون خفي بين الخرطوم والمتمردين في وقت سابق، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية أبو بكر الصديق مجددا «حرص السودان على الحفاظ على استقرار ووحدة جنوب السودان وتواصل العملية السلمية الرامية لإيجاد مخرج سلمي للصراع في جنوب السودان». وأبدى استعداد بلاده لتقديم كل ما في إمكانه لإنجاح مبادرة إيغاد»، التي تتوسط لحل النزاع بدولة الجنوب عبر مباحثات تجرى حاليا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وكان ممثلو حكومة جنوب السودان والمتمردين التقوا مساء الأحد الماضي في أديس أبابا قبل بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين حول وقف لإطلاق النار، فيما تكثفت المعارك، كما أفادت مصادر رسمية. ويرفض الطرفان وصف القتال المستمر في الدولة الأحدث في العالم منذ ثلاثة أسابيع وراح ضحيته الآلاف وفقا لبعض التقديرات بالصراع القبلي، على خلفية عرقية الدينكا المنتمي إليها رئيس البلاد سلفا كير، وقبيلة النوير التي ينتمي لها قائد التمرد رياك مشار، ويؤكد كلاهما انضمام أبناء قبائل أخرى إليهما في الصراع الحالي. وشهدت الأسابيع الماضية انتقال السيطرة في بعض أجزاء البلاد من طرف إلى آخر ومنها مدينة بور الهامة، وهدد قائد التمرد قبل أيام بالزحف نحو العاصمة، وهو الأمر الذي أكده لاحقا المتمردون وأن واشنطن منعت قادة التمرد من الاستيلاء على العاصمة لإتاحة الفرصة للتفاوض، وهو ما نفته حكومة جنوب السودان. صحيفة المدينة