GMT 0:06 2014 الثلائاء 7 يناير GMT 5:41 2014 الأربعاء 8 يناير :آخر تحديث عبدالعزيز الكندري خطاب الكراهية في العالم العربي بلغ ذروته سواء في مصر أو لبنان أو العراق والقائمة تطول في ذكر الأماكن والدول، والانقسام أصبح جدا كبيرا ومخيفا في الوقت نفسه، وهذا ما سيسهم في تعميق ورفض الآخر. والاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، ولكن ما يحدث أمر مختلف تماما، حيث نشاهد ما يحدث في مصر، الشحن والتحريض على قتل الآخر وسحقه وشيطنته وجعله انسانا لا يستحق العيش، وهو وباء أصبح منتشرا بين مختلف طبقات المجتمع، وبالذات القوى الليبرالية ومدعي الدولة المدنية وبعض الأحزاب الإسلامية التى رأت الفرصة للانتقام من الخصم... وتسديد الضربة القاضية له وشعارهم في ذلك «الغاية تبرر الوسيلة»، حيث لا يوجد أي مشكلة لدى داعمي الانقلاب من استباحة دماء الخصوم وأعراضهم، وشاهدنا ذلك بوضوح بمختلف الوسائل سواء الإعلام أو عبر أجهزة التواصل الاجتماعي... ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل رأت بعض القوى الإسلامية بأن قتل الناس هو من أجل المصلحة، وأن أخذ الحكم بطريقة الانقلابات هو أمر مشروع والانتخابات أمر مرفوض، ويسوقون التبريرات في ذلك، ويستدلون بالأقوال الشاذة التى تساند أقوالهم ويتركون صريحها!. خطاب الكراهية الذي يتم الترويج له في هذه الأيام في مصر لن يخدم أحدا، وسيزيد من الفجوة بين الطبقات الحاكمة والشعوب العربية، ويهدد حاضر ومستقبل العالم العربي، نعم حكم الإخوان في مصر لم يكن موفقا بسبب حداثة التجربة، ولكن هذا لا يعني قتلهم وسحلهم وإلغاءهم بهذه الطريقة. أما في لبنان فنجد أن خطاب الكراهية بلغ ذروته، بل وأصبح حزب الله يمثل «سدنة الكراهية» عندما أعلن بكل صراحة عن وجود مقاتلين للحزب يقاتلون بجانب فرعون سورية بشار الأسد، وأن من يريد قتالنا من اللبنانيين فليأتِ إلى أرض سورية، خصوصا عندما يقاتل ويحارب الحزب نيابة ووكالة عن الآخرين الموجودين خارج لبنان، وعنما يصبح الولي الفقيه هو المرجع الأول قبل الدولة، وجر لبنان إلى مستنقع التفجيرات حيث لا يمكن أن يشارك الحزب في سورية دون أن يتأثر هو القريب والجار بذلك، وأصبح القلق سيد الموقف. وكيف لرئيس وزراء العراق نوري المالكي يقول عن مواطنين من الطائفة الأخرى أن قتالهم : «استمرار للمواجهة بين أنصار الحسين وأنصار يزيد»، ما دخل التاريخ في ذلك، كيف سينبذ العراقيون خطاب الكراهية إذا كان السياسيون من كل الأطراف يشعلون نار الطائفية ويقتاتون عليها؟. نعم دخلنا للعام الجديد، ولكن لدي إحساس انه سيكون عاما مثقلا بخطاب الكراهية من سدنة الاستبداد، سيكون عاما مليئا بالمذابح والبراميل المتفجرة، سيكون عام اصعب في سورية والعراقولبنان ولربما سيكون أكثر دموية من السابق خاصة لو حصل أي نزاع طائفي لا قدر الله في العراق... مع كل هذه المآسي يجب أن نتعايش مع بعضنا البعض برغم اختلافنا، وهذا أمر ليس صعباً ولكن يحتاج إلى وعي، والشعوب أعتقد انها أصبحت واعية، ولكن المشكلة في بعض الأنظمة التى تخاف على مصالحها المالية ولعل ما قاله وزير الاستثمار المصري يحيى حامد عن الدولة العمية خير شاهد، ولنا في الاتحاد الأوروبي خير مثال على ذلك، فقبل 50 سنة فقط كانت دول الاتحاد تتقاتل وماتت الملايين من شعوبها، ولكن الآن هي متحدة بعد أن أصبح القرار بيد الشعوب عبر انتخابات حرة ونزيهة، وما الفائدة عندما نذكر أحداثا جرت قبل 1000 عام فقط لتغذية خطاب الكراهية من قبل سدنة الاستبداد والكراهية. ايلاف