في أعظم زلة لسان شهدتها الحملات الانتخابية للمرشحين وصدمت ما يقرب من نصف الشعب الأمريكي حيث أظهرت نزعة رومني النازية لأنه لايعترف إلا بطبقة الأثرياء في المجتمع. وسرعان ما استطاع الرئيس أوباما المحنك سياسيا أن يستغل سقطة رومني لصالحه, وقدم الديمقراطيون أوباما علي أنه ممثل لكل الشعب بمختلف طبقاته وليس لنصف الشعب كما ظهر رومني.. وفي موقف آخر, تلعثم أوباما أثناء قراءته خطاب انتخابي كان يشرح فيه خمس نقاط لإرساء أساس أكثر قوة للاقتصاد الأمريكي, حيث كان يقول نريد تصدير الوظائف الأمريكية للخارج, إلا أنه تمكن من احتواء الموقف سريعا وصحح نفسه قائلا تصدير المنتجات الأمريكية وألقي باللائمة مازحا علي خصمة الجمهوري قائلا معذرة كنت أحذو حذو خصمي لثانية حيث أن أوباما دائما ما ينعت منافسه بأنه رائد في نقل الوظائف للخارج وعن تصريحات المرشح لمنصب نائب الرئيس الجمهوري بول رايان, فكانت غير واضحة الهوية ومتضاربة المعاني وهو ما عكس موقف الجمهوريين المتأرجح الذي حير الناخبين خلال المناظرة التي عقدت بين رايان وبايدن. ففي المناظرة تبني رايان نهج رومني في الهجوم علي أوباما واتفق معه في سياسة اعتماد نصف الأمريكيين علي الحكومة وفي حديثه عن السياسة الخارجية, أعلن رايان أنه ورومني يتفقان مع قرار إدارة أوباما بالانسحاب من أفغانستان المقرر بحلول عام4102, في تناقض لما كان قد صرح به من قبل أن سحب القوات من أفغانستان فكرة سيئة. وكلما اقترب موعد الحسم, كلما احتدمت السجالات الكلامية بين المرشحين وتحولت الكلمات التي من المفترض أن تكون سلاحا وحجة للمرشح إلي سلاح ضدة وحجة عليه. لكن الحنكة السياسية كانت مفتاح النجاة للرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي أحرز تفوقا صغيرا إلي حد ما علي منافسه الجمهوري من حيث رؤيته السياسية في تقييم المواقف وتوظيفها لصالحة وقدرته علي إحكام زمام الأمور التي تفلت أحيانا من رومني. وبدا أوباما الذي يسعي للفوز بفترة ولاية ثانية علي مدار الحملات الانتخابية مستعدا بصورة جيدة من جهة مضمون الكلام وصورة عرضه وحسن استغلال المواقف, إلا أن رومني بسبب افتقارة للخبرة السياسية لأنه يسعي إلي دخول البيت الأبيض لأول مرة كرئيس للولايات المتحدة وقع في براثن زلات لسانه التي أظهرت وجهه القبيح وأحرجته أمام الملايين.