أكد الكاتب والصحفي التونسي، خالد القفصاوي، ان السعودية تعاقب العراق من خلال "داعش"، بسبب وقوفه الى جانب سوريا في حربها على الارهاب. تونس (فارس) تتجدد يوميا المعارك بين كل من القوات العسكرية في سورياوالعراق والجماعات الارهابيّة التابعة لما يسمى بِالدّولة الاسلاميّة في العراق والشّام، مواجهات ضارية يسقط فيها يوميا المئات من المدنين الأبرياء، ومجازر عنيفة تدعمهاَ دول ليس من مصلحتها أن تستقر المنطقة العربيّة تعمل وفق مخطط تخريبيّ تجنّدُ فيه شبابا قاصرا عاطلا عن العمل لتجز به ضمن هذه المجموعات الارهابيّة، وللحديث اكثر عن هذه القضيّة التي تمثل حدث الساعة هذه الايام كان لوكالة أنباء فارس لقاء صحفي مع الكاتب والصحفي خالد القفصاوي. 1/ شهدنا في الاونة الأخيرة نزاعا كبيرا للقوات العسكرية العراقية لما يسمى الدولة الاسلامية بالعراق والشام المعروفة ب "داعش" على خلفية ما تقوم به هذه الأخيرة من أعمال ارهابيّة ورغبتها في بسط نفوذها وإقامة دولة خلافة إسلامية على الحدود العراقية السّورية؟ فما رايكم فيما يحدث اليوم على الساحة العربية بسبب هذه الجماعات الارهابيّة؟ ما يحدث في الساحة العربية هو محاولة لبعض الاطراف التي لا تريد لهذه الأمة أن تنهض وتكون في مقدمة الأمم، لهدم كل مشاريع النهضة العربية وكسر كل الاهداف التي تنتصر للانسان العربي ومنها خيار المقاومة، فالتعتيم والحشد الاعلامي الكبير الذي كانت تقف وراءه هذهِ الدوائر المخربة سابقا كان يعمي اعين المواطن العربي عن حقيقة ما يجري في السّاحة العربية وكنا نظن فعْلا أنها ثورات وأنها بوادر تغيير حقيقي داخل الوطن العربِي، ولكن انكشفت اللعبة تقريبا لكل المتابعين بأنها لعبة كسر عظام تقودها بعض القوى الرجعية ذات التاريخ الدّموي الضّارب في القذم اي منذ الخمسينات والستينات والتي تآمرت على الأمة طويلا ولا تزال. واليوم يظهر جليا ان ما يحدث في كل من سورياوالعراق انه اكبر دليل ان الرابح في هذا هو الطرف السعودي والصهيوني وتركيبتهما كدولتين متشابهتين فهما تقريباً تشتركان في كل المميزات والخصائص، في عمر الدولة في نشأتها وطبيعتها إذ تكونت بشكل عصابات، هما تخافان اولا من ربيع حقيقيّ في الامة العربيّة وتخشيان من مفهوم الثورة الحقيقية في العالم العربي ومن كل نفس مقاوم لذلك نجدهما تستهدفان الثورات أينما كانت عبر المجموعات المسلحة مثلما حدث في تونس من اغتيالات سياسية وتكفير على يد الجماعات الوهابية وما حدث في سوريا من تحويل وجهة مطالب الشعب الحقيقية في مقاومة الفساد وفي الاصلاح الدّاخلي الى حرب اهلية وكذلك ما يحدث في العراق من تفجيرات يومية ومن هدر للدم العراقي وما يحدث في كل اقطار العالم العربي هو دليل على أن هذه الجماعات لا علاقة لها بمصلحة الوطن بل هي تشتغل وفق اجندة معينة. 2/ ما رأيكم في العمليات الأمنيّة التي قادها الجيش العراقي في محاولة منه للقضاء على هذه المجاميع الارهابيّة التي استباحت الدّم العراقِي ولعل الارقام الفظيعة للشهداء الذين يسقطون يوميا جراء المفخخاتِ والتفجيرات خير دليل على ذلك؟ أنا أعتقد أن ما يحدث في العراق هو محاولة لمعاقبة النظام العراقي من مواقفه الداعمة لسوريا ولمحور المُقاومة بشكل عام فالعَراق وقف ضد الحرب على سوريا وهو يرفض ان يكون منصة لإطلاق الصواريخ وتقتيل السوريين وفتح أبوابه أمام الارهابيين والمقاتلين في سوريا، وبالتالي فإن نفس الطرف الذي حارب لمدة سنتين في سوريا، وهو المملكة العربيّة السعودية والتي تجاهر بعدائها للنظام السوري هي ذاتها من تعاقب النظام العراقي اليوم لوقوفه الى جانب سورياوايران والى جانب محور المقاومة بشكل عام. النظام السعودي يلعب آخر اوراقه قبل مؤتمر جنيف2 يحاول ان يقول انا موجود هنا، لذلك يخلق هذه الحالات الإعلاميّة لا غير. ونحن نعرف ان تاريخ السعودية مع العراق أسود فهي كانت منصة انطلق من قواعدها الأمريكان لاجتياح بلادِ الرّافدين واليوم تعيد العربية السعودية وبندر بن سلطان تحديدا المخطط نفسه وكأنه بذلك يعاقب العراق على وقفته مع سوريا في حربها ضدّ الإرهاب. 3/ الكل بات يَعلم اليَوم أن السعودية تدعم "داعش" بشكل مباشر إلا أن الولاياتالمتحدة التي طالَما كانت متحالفة مع السعوديّة لا تضغط عليها اليوم لدعمها لهؤلاء الإرهابيين. فَما الذّي يجري برأيكم خلف الكواليس؟ يبدو ان هناك تناقض في الظاهر - بين الموقف السعودي والموقف الاميركي إزاء ما يحدث اليوم في سوريا، ولكن لو نعود للتاريخ قبل سنوات فإن مطلبهم الأساسي كان ضرب النووي الايرانيوالولاياتالمتحدة كثيرا ما اجلت المعركة مع ايران وكانت تميل الى خيار العقوبات بدل شن حرب ومواجهة مباشرة مع الطرف الايراني. ونعتقد ان الخلاف بين السعودية والولاياتالمتحدة هو في الشكل وليس في المضمون فالسعودية دعمت هذه الجماعات لوجيستيا وزوّدتْها بِالاسلحة والتمويلات ونسقت مع شركائها وحلفائها في تركيا والاردن، لفتح بوابات أمام دخول الارهابيين، وبالتّالي فالسعودية واسرائيل تنزعان نحو المواجهة والقضاء على محور المقاومة بينما الولاياتالمتحدة تسعى الى استدراج هذه المقاومة ومحاولة ترويضها بشكل ديبلوماسي بأقل عنف من حيث العقوبات الاقتصادية وغيرها حتى تصبح طيعة لأمنها وأمن اسرائيل فالفرق هنا بين كيفية التعاطي والتعامل مع محور المقاومة. 4/ تقارير صحفيّة تحدثت عن تجنيد القنصلية القَطريّة بليبيا لمقاتلين تونسيين وليبيين، وإرسالهم عبر تركيا للإنْخراط ضمن جماعات "داعش"؟ فماهو تقييمكم للدور القطري في هذا الخصوص؟ منذ موفى سنة 2012 كنتُ اجريت حوارا صحفيا مع المدعو عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي واعترف فيه بأنه يرسل السّلاح، ويرسل المقاتلين الى الجبهة السورية عن طريق الجو بطائرات تدخل الى الاراضي التركية ومن ثمة سوريا، كما اعترف ايضاً انه كان له دور كبير بالتنسيق مع الدّولة القطرية اي امير قطر ثم بدعمه لما يسمى بالثورة السورية تسليحا وتجنيدا وتدريبا، فظاهرة التغرير بالشباب التّونسي المقاتل في سوريا اصبحت مفضوحة لدى كل الرأي العام، وتونس وليبيا اصبحتا تلعبان دور الممول الرئيسي بشريا لهذه الجماعات، فأعداد الشباب الذّين يموتون كل يوم في مخيمات التدريب في لبييا واعترافات قيادات في الدوْلة الليبية كلها دلائل على وجود تنسيق دولي وإقليمي كبير جدا، وهي جماعات عابرة للحدُود وكل المؤشرات تؤكد ذلك، ونحن في تونس اصبَحنا نخشى انه عندما تنتهي هذه الحرب في سوريا قد تكون تونس ارض استقطاب لهؤلاء. 5/ مصادر واحصاءات اثبتت أن نسبة الشباب التونسي المنخرط ضمن هذه الجماعات المسلحة وهي تحتل بذلك المرتبة الأولى من بين باقي الجنسيات التي تضمها المجموعات الارهابيّة؟ فما تقييمكم لذلك؟ الجبهة بين سورياوالعراق ولبنان جبهات مفتوحة وأصبَح التجنيد يتم فيها لشباب صغير في السن جاهل ومحدود الثقافة يتم الرهان فيها على الجانب المادي للعاطلين عن العمل ويسخرون من اجل هذه المهمات القذرة التي لا يفقهون مداها ولا نتائجها ولا من وراء تلك العَمليات، واليوم الحدود أصبحت مفتوحة بين تونس وليبيا ومصر والمجال مفتوح في الضفة العربية الأخرى أيضا اي في آسيا بين العراق ولبنان وسوريا، أما الأمر المحير فهو كيف لهذه الجماعات ان تعبر كل تلْك الحدود وتشارك في معارك ضد العرب والمسلمين دون ان تتجرأ على اقتحام الحدود الصهيونية وتنفيذ ولو عملية تفجير بسيطة هناك. /2926/ وكالة الانباء الايرانية